كانت صغيرة عندما داهمها مرض البهاق ، فتاة في مرحلة مراهقتها لم تعلم لما تلونت بشرتها بهذا الشكل ، لم تعد تخالط من هم بعمرها ، كانت احاديثها تسردها على دفترها ذو الاوراق الصفراء تدون كلماتها بالازرق الداكن ، كلما سال حبرها على الورق تذكرت كيف بدأت بشرتها بالتلون و تأخذ اشكال غريبة كجزيرة مهجورة ، كبرت و كبرت البقع معها و ازادت توسعاً حتى استوطنت كامل جسدها ، لم تترك علاجاً طبياً و لا بديلاً إلا و سلكت الطريق إليه ، كان الأمل أن يتوحد لون بشرتها ، في تلك الفترة لم تكن تعرف المساحيق لتخفي بشاعة بقعها ، لكنها فضلت الانزواء و الانفراد بمحبرتها ، بعد الحياة المريرة التي عاشتها و تمتمات صديقاتها بالخفاء ، قررت اخيراً مواجهة واقعها بعدما بلغت من العمر عتياً ، واجهت و عاشت و تمنت لو أن هذه القوة هي من اخرجتها للحياة قبل عشرين سنة ..
هي قوة الحب من انارت صدرها و رسمتها لوحة فنية تسرق الألباب ، الحب فقط من يجعلنا في اعيننا كقطعة من الجنة ، هي الحياة ألم و أمل ،