عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-19, 10:19 PM   #1
EVE

الصورة الرمزية EVE

آخر زيارة »  اليوم (11:01 AM)
المكان »  عام 2009
الهوايه »  هواياتي كثيرة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي [[ وَجـــَــــــــــــــلْ ]]



قبل كل شيء
هذا النص نشرته قبل سنوات تقريباً في العام 2011م في منتدى تم إغلاقه منذ سنوات
و فوجئت بنشره كمنقول لكن دون توثيق باسم الكاتب
و لأني أحتفظ بنسخة عن معظم كتاباتي في أكثر المنتديات
و إلا فمن ذا الذي يتذكر نصاً كتبه دون أن يحتفظ به بين أوراقه
ذاك أن كل ما أكتبه لا أكتبه عبثاً بل وليد حالة حقيقية مررت بها .
لذلك إذا تعثرتم بنص و تحت عنوان آخر بذات المحتوى ،، فهذا النص ملك لي و هذا عنوانه الأصلي :
[[ وجــــــــل ]]
*******************
وجل
أَلِفتُ التّكلم بلا صوتٍ ... و كل الجدران آذانٌ
تصغي لأشجاني .. و لا لحن يسوغ مقطوعة أحزاني ..
أُداوِل ريشةَ الفِكرِ .. على أوتار ذاكرتي ..
و فمي مطبقٌ و يكأَنّه التحم من طول خَرَسِي ..
شِئتُ لنَفسي أن أرجـمها ..
فلا صوت يهرب من بين أسناني و لا همس يتسرّب لآذاني
صفّدت الليل على الصبح
و سجنت الصبح في الأمس
و سرقت من الشمس أشعّتها
و خبأتها في جوف البحر
و أقمت بيني و بين الموج سدّاً ،،
من خوفٍ ترتعش له وريقات الشوق المزهِر على وجناتي ...
و لا شيء هنا
ممنوعٌ أن أحكي ،
أو أتحايل على الضجة فأشكي
و أَجزت لنفسي أن أذرف الكتمان المقهور مدسوساً في دمعة ..
لالا .. لست أبكي ..
وجلٌ ..
وجل .. أصاب القلب التَّعِب
وجل .. أرعد الجسد الهَرِم
وجل .. دب في الروح السائمة في إثرِك...
اصطكّت له حتّى أسنان المشط ..
و أنا أنسل من رأسي الحكايات التي تسري خلال ليلي المصفد بالفِكَر
و أنا مبعثرة على وسادة مهترئة ..
فنجان الأرق .. صغير جداً ..
و الليل أطول من أن تقتله حـماقات السهر ..
هاتِ لي رواية مُرعِبة .. لأقوض أركان الرهبة في عقلي ..
لِتكن عن مستأذِب .. لا.. فتلك محور أوهامي
لنجرّب قصة عن قاتلٍ دمويّ مستأجَر ... لن تُجدي ..
فالدم قد عبأه الكيدُ قوارير و عبّها في جوف امرأةٍ مسخوطة ..
ربما عن طفلةٍ تلهو في مقبرة الأحلام .. إيييييهٍ يا شقيّة ..
حكايتكِ دوّنتها ألف مرة و لم تُقرأ إلا مرّة .. على صمتِكَ
و من بعدِها .. خرجَت أكفان الموت فارغة تمشى بين القبور ..
و الطفلة تجري بحبور ...
كم أنت بريئة يا فصول الحكاية ...
أي حماقة تنفع ... لأقلَع الأرق من عقلي ..
ليستريح الكرى ليلة في بؤبؤ عيني .. و تنسدل أجفاني بِدِعَةٍ
و قد أعود طفلة ..
طفلة كهلة .. خطّ الماضي على رأسها شيباً رماديّاً كعينيها الذابلتين ..
بتُّ لا أتذكّر – بل لا أودّ أن أتذكر - ما مضى و ما لا يمضي
لكل شعرة رماديّة مقام يُعزَف على وتر جرحٍ و ذكرى
أميل إلى القاع المظلم طرباً من وجعٍ ..
و أحسبني غارقة في الميل مع العزف فأتثنّى شغفاً ..
و أتعرّق من حرِّ ملامستي لجسدٍ أوهَنَني شَغَباً ..
أنتزع قبل انتصابي شوكة مغروسة في عنق ذاكرتي ..
لعلّ الروح تتحرّر شيئاً من وجلها ...
فإذا بالأقدام متوحِّلة بالدم المهدور منذ أعوامٍ لا تُنسى ..
مستنقعٌ يتوسّع يتعمّق و يفيض عن آخره بهدرِي لآخِر قطرة ...