ثم نأتي للأنا الأخرى في الشطر الثاني من بيتك الخامس (( الأنا )) هنا بمعنى الشوق ’’’ فقد غابت وأصبحت مشتاقا لها ’’’ ذلك الشوق ’’ ذلك الحنين لعودتها ’’’ تلك الذكريات التي تركتها بذهابها ’’’ كل ذلك جعلك تبدو في حالة شتات وضياع ’’’ فقد كنت متمالك الذات ’’ تشعر بوحدتها ’’ لكن برحيلها أصبحت تعاني حالة الريبة والشك ’’’ إلى مرحلة الحنين والشوق ’’’ تائه من غيرها ’’’ وهو واقع ’’ فالبعد يعذب العاشق ’’’ الهدف الأول القرب ’’ فبالبعد يفقد العاشق هويته بالحب ويصبح كمن لا هوية له ’’ فلا يجد ذاته إلا من خلال ثباته ونيله مبتغاه في الهوى ,,,

ثم تردفها بالأنا التالية تلك (( الأنا )) العاتبة ’’’ وكم جميل توظيف كلمة العتب هنا ’’’ حيث من المعروف أن العتاب لا يكون إلا لشخص قريب ’’’ لشخص توده وله مقدار كبير من المحبة ’’’ فما بالنا وهي الأقرب للقلب ’’ هنا تقرن أنا بكلمة الحبيب حبيبها هي تلك التي غابت وجعلتك تحتري طلتها من جديد ’’’فأنت تناديها هنا المناداة موظفة على أساس الانتظار ’’’ وهنا المعنى معنوي ’’ فالنداء بمعناه هو العودة ’’’ ترك الغياب ذلك الذي استوجب العتب واللوم ’’ وكان هنا الاستنكار بكيفية هجر من أحبها ’’’ ومن ثم يأتي النداء بصيغته الفعلية (( يا غايبة )) يناديها بغيابها لأنه الشيء الذي أضناه و أرهقه ’’’ يستحثها على العودة ’’’ هنا الاستعطاف واضح حيث ما بعده يؤكد ’’ أنك تعاني جراء ذلك الغياب ’’’ والمعاناة تعني الألم الكبير لذلك الفقد ’’’ و واقعية هذا الشطر جدا رائعة بالفعل العاشق يعاني ويلات جراء غياب من يهواها ’’’ هنا يذكر المعاناة علها ترق وتعاود للوصل من جديد ’’’ هذه المجموعة بها توظيف رائع ’’ و واقعية رائعة راقت لي بشدة أبدعت ’’’