الموضوع: خيوط الوَهْم
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-19, 03:45 AM   #40
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (09:37 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ثانيا: أوجه الاختلاف:

*العمق في المعاني: على الرغم من قوة التراكيب كاللفظ ومعناه في القصيدتين إلا إن قصيدة ((خيوط الوهم)) جاءت بنضج لفظي أكبر بكثير من قصيدة ((بقايا الأمس)) حيث استخدمت المعاني بعمق أكبر ’’’ وبتوسع جدا أعمق ’’’ وبدلالات باعدت عن معناها اللفظي بروعة التعابير وعلى سبيل المثال: ((عشق مضحك)) و ((الخطوات سرية)) ((اخضبها)) ((أغني)) ((الرومنسية)) كل تلك الألفاظ جاءت بمعاني عميقة تعاكس ظاهرها ولكنها مع ذلك واضحة في معناها المعاكس ’’ فتميز الشاعر هنا وتفوق جدا عن بقايا الأمس،

*التجربة الشعرية: تميزت التجربة الشعرية في القصيدة بعدد من المميزات بين القصيدتين فقد جاءت ((خيوط الوهم)) كنتيجة فعلية وعملية ((لبقايا الأمس)) ومن يقرأ القصيدتين سيدرك أن بقايا الأمس تسبق خيوط الوهم بزمن بدلالتها اللفظية ففي ((بقايا الأمس)): كان الرجاء بالوصل من الأمثلة: ((الشوق يعذبني)) و ((الشفقان)) ((يبي يفرح)) ((عيونك للخفوق آمال))

بينما نجد التجربة الشعرية مختلفة تماما عن تلك الألفاظ في ((خيوط الوهم)) فهي نتيجة مرور زمني من الأمثلة: ((بقايا رحلة الفارس)) ((منسية)) ((مزري)) ((وهم)) ((الطيف)) ((نحسبها)) ((طاح الجمر)) ((حسافة عمر ضيعته)) هنا الألفاظ للدلالة على نهاية العلاقة فلا يوجد رجاء وشوق ولهفة بالوصل ’’’
فالمقارن بينهما سيدرك من أول وهلة أن بقايا الأمس كانت الأسبق بعمر ’’’

* تنوع الدلالات: لقد برع الشاعر في ((خيوط الوهم)) بالدلالات بصورة جدا أعمق من ((بقايا الأمس)) مما كان له أثر على الصور البيانية وعمقها وتنوعها ’’
من حيث:

أ-التنوع المادي والمعنوي: اكتفى الشاعر في قصيدة ((بقايا الأمس)) بالدلالات المعنوية مثل: ((الشوق)) ((طموح)) ((يفرح)) ((أماني)) ((يواسيني)) ((الولهان)) بينما مال الشاعر إلى الدلالات المتنوعة في

((خيوط الوهم)): التي تنوعت بين المادية والمعنوية أمثلة: ((أحلام)) ((الشعور)) ((الطيف)) ((حبنا)) فهي من الدلالات المعنوية ’’ ومن الأمثلة على المادية: ((تكبر)) ((خيوط)) ((القمري)) ((عروقها حية)) ((أقداح)) ((الجمر)) كلها ذات دلالات حسية مادية ’’

ب-استخدام مفردات البيئة: لقد أكتفى الشاعر في قصيدة ((بقايا الأمس)) من استخدام الجمادات من البيئة ووظفها ضمن أبيات القصيد مثل: البحر ’ والصحاري ’’ والخسوف ’’ والشروق ’’ بينما تميزت قصيدة ((خيوط الوهم)) بالجمادات والكائنات الحية مثل: القمري ’’ الشمس ’’ الفي ’’ الورق ’’ الفارس ’’

ج- استخدام نفس اللفظ بشكل مختلف: فقد استخدم الشاعر في قصيدتيه ((بقايا الأمس)) و ((خيوط الوهم)) لفظ الصبر ولكنه في قصيدة بقايا الأمس كان الصبر ككائن أسقط عليه صفات ’’ بينما في خيوط الوهم كان كالضحية الذي أحرقته جمر الشمس ((المحبوبة)) فلا شك إنه أبدع في خيوط الوهم بصور تصويرية أكثر عمقا

د- الدلالة الذاتية: لقد كانت ذاتية الشاعر أعمق بكثير في قصيدة (( خيوط الوهم )) حيث استخدم الألفاظ الذي تشرك أجزائه الحسية و المعنوية ’’’ بينما أكتفى بالإشارة لذاته بانفعالاته العاطفة في (( بقايا الأمس )) فنجد على سبيل المثال في بقايا الأمس يشير إلى ذاته من خلال العاطفة مثل : لهفتي ’’ الشفقان ’’ يواسيني ’’ الولهان ’’ كلها كلمات تشير لشعور عاطفي ’’ بينما نجد أن الشاعر في (( خيوط الوهم )) يستخدم الانفعالات إلى جانب جانبه البدني مثل : دم ’ أخضب ’ تمسكت ’ عروق حية ’’ دمع ’ هذا الجانب المادي ’’أما العاطفي مثل : الشعور ’’ أحلام منسية ’’ نحسبها الرومنسية ’’ كلها عاطفية ’’

و-دلالة الحواس: في (( خيوط الوهم تنوعت الدلالات اللونية مثل لون الدم ’’ لون الخضاب – الحنة – ’’ وهناك دلالات صوتية تخاطب وتحاكي السمع : مثل أغني ’’ نوح ’’ وهناك دلالات للتذوق كالشرب والظمأ وأقداح العنا ’’ وهناك دلالات تقوي اللمس من الخضاب ’’ وطاح الجمر ’’ وبارد الفي ’’ غابت كل تلك الدلالات بتنوعها عن (( بقايا الأمس ))

مقارنة سريعة خلاصتها: النضج الفكري للشاعر بين القصيدتين وضح في: الفكرة ’’ التعبير ’’ العمق ’’ التنوع ’’ وقد كانت بقايا الأمس قوية ’’ ولكن مثلت خيوط الوهم قفزة في عالم الإبداع على الرغم إن أبياتها أقل عددا لكنها أكبر وأوسع تنوعا وعمقا ’’