عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-19, 12:22 PM   #8
وهج

الصورة الرمزية وهج

آخر زيارة »  01-31-24 (06:07 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وعليكم السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاته
أمّا قبل :
سيّدي المُناقشُ أعلاه ، قائدُ دفّةَ الحوار
جزيلًا شكرًا لهذا الموضوع الّذي شدّ الانتباه
فهو حقًّا فاتحٌ للشّهيّة ، يحرّكُ مِزاجيَ الغائبَ
قليلًا عن الجدل.

أمّا بعد :
هُنا الأمرُ حقًّا قابلٌ للنّقاش لأنَّ الأبعادَ والرُّؤى
ستختلف ، أيَّ أنَّ الموضوعَ لا يقبلُ لونًا واحدًا
" يعني ما ينفع الكل يعطيك إجابة واحدة ، ومتوّقعة "
وهنا تكمن سرّ الجاذبيّة ، ليكون الالتفات.

- نرجع للموضوع -
لا يختلفُ اثنان على أنَّ قبّاني ، ودرويش شاعران كبيران
كتبا الشّعرَ بجماليّةٍ عالية ، مع أنّني أميلُ لشاعرِ القضيّة أكثر
لأسبابٍ سأذكرها في ما يلي.

تختلفُ نظرةُ أحدنا عن الآخر في كيفيّة التّعاطي مع النَّص
فتتشكّلُ الانطباعات الّتي ربّما تصبحُ لدى البعض " قناعة "
دعني أُخبركَ أنّني سأخالفكَ هُنا في تلكَ النّظرة ، وسأحترمُ
نظرتكَ كذلك وربّما سأوافقها في بعض الأبعاد
جميلٌ أن ننظر للنّصِ الشّعريُّ قبل كلِّ شيءٍ على أنّهُ
فنٌّ أدبيٌّ ، وهنا أُركّزُ على كلمة " فن " أي أنّنا يجبُ أنْ
نلتفتَ أوّلًا لمقوّمات القصيدة الفنيّة من حيث البلاغة
وبوتقة الأسلوب الّذي شكلّها وانصهرت به
" أيْ أنْ نأخذَ النّصَّ أولًا كنّصٍّ يستحقُ أنْ يُصنّفَ كنصّ أدبيّ "
ومن ثمَّ نلتفت لرسالةِ هذا النَّص ، وهدفه
- هذا إنْ أردنا أن نُنصف القلم أولًا -
قد يخالفني الكاتب في الكثير من الآراء الّتي ربّما
تمسُّ مشاعري العقيديّة ، ومعتقداتي ، وأفكاري الّتي أؤمن بها
ولكن هذا لا يعطيني الحقَّ في طمس هويتّه كشاعر ،
وإثارة الرّأي العام ضدّه .
سأتفّقُ معكَ في أنَّ نزار " زوّدها شوي "
لكنَّ القارئ الواعي يعرفُ كيفَ يستخلصُ الجمالَ
والّذي لا يعي صدّقني سيمرُّ مرور الكِرام
ولو نظرنا اليوم لوجدنا أنَّ الكثير من الرّوائيين
بشكلٍ فاقَ الوصف " تعدّوا الخطوط الحمراء ،وفوق البنفسجيّة "

" نرجع لدرويش "
لا يمكن أن نحكم بالإعدام على هذا الشّاعر الجميل
حتّى وإنْ أُتُّهِمَ بالزّندقة ، والإلحاد
نعمْ لا ننكرُ أنّهُ " انحرفَ عقيديًا داخل بعض النّصوص "
لكنَّ حرفه جميل ويُدرَّس ، وقد تناولتُه لمدةِ فصلٍ كامل
في مادةٍ تُعنى بتحليل الخطاب الشّعريّ فوجدتُ أنَّ فيه
من العمقِِ ما يستحقُّ الالتفاتَ ، والتّتويج
فقد كانَ نبيلًا ، تجاه قضية شعبه مؤمنًا بها
والأجملُ من كلِّ ذلك ، كانَ متسامحًا في الحبُّ
فلم يقف بينه وبينَ محبوبته اليهوديّة لا دينٌ
ولا مُعتَقد ، فقط كانت بندقيّة.

لنكنْ قرّاءَ منصفين لنأخذَ من الشّعر ما يوافقُ
أهوائنا ، ولكنْ لننُصِفَ الشّعرَ كفنّ
وإنْ خالفتنا رسالة قائلِه، ومضامينه.

ولسؤالك عن ميل الكُتّاب لغزارةِ التّدوين
العاطفيّ ، وربّما تودُّ القول لِمَ لا يلتفتون
لقضايا أُخرى ؟
صدّقني قد يكمنُ السّببُ في أنَّ هذا
العالم باتَ مُتعبًا يفتقرُ للحب.
- من الجميلِ أن يكون الشّاعرُ كألوانِ الطّيفِ
فلكلِّ لونٍ مُحبْ -

كانت هذه المِساحة ممتعة.

# دعوة لمناقشيك : اقرأوا لدرويش
فهو شاعرٌ رغمَ كلِّ شيء



 
التعديل الأخير تم بواسطة وهج ; 07-29-19 الساعة 12:37 PM