عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-19, 11:28 AM   #12
جملة مفيده

الصورة الرمزية جملة مفيده

آخر زيارة »  05-03-22 (10:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج مشاهدة المشاركة
وعليكم السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاته
أمّا قبل :
سيّدي المُناقشُ أعلاه ، قائدُ دفّةَ الحوار
جزيلًا شكرًا لهذا الموضوع الّذي شدّ الانتباه
فهو حقًّا فاتحٌ للشّهيّة ، يحرّكُ مِزاجيَ الغائبَ
قليلًا عن الجدل.

أمّا بعد :
هُنا الأمرُ حقًّا قابلٌ للنّقاش لأنَّ الأبعادَ والرُّؤى
ستختلف ، أيَّ أنَّ الموضوعَ لا يقبلُ لونًا واحدًا
" يعني ما ينفع الكل يعطيك إجابة واحدة ، ومتوّقعة "
وهنا تكمن سرّ الجاذبيّة ، ليكون الالتفات.

- نرجع للموضوع -
لا يختلفُ اثنان على أنَّ قبّاني ، ودرويش شاعران كبيران
كتبا الشّعرَ بجماليّةٍ عالية ، مع أنّني أميلُ لشاعرِ القضيّة أكثر
لأسبابٍ سأذكرها في ما يلي.

تختلفُ نظرةُ أحدنا عن الآخر في كيفيّة التّعاطي مع النَّص
فتتشكّلُ الانطباعات الّتي ربّما تصبحُ لدى البعض " قناعة "
دعني أُخبركَ أنّني سأخالفكَ هُنا في تلكَ النّظرة ، وسأحترمُ
نظرتكَ كذلك وربّما سأوافقها في بعض الأبعاد
جميلٌ أن ننظر للنّصِ الشّعريُّ قبل كلِّ شيءٍ على أنّهُ
فنٌّ أدبيٌّ ، وهنا أُركّزُ على كلمة " فن " أي أنّنا يجبُ أنْ
نلتفتَ أوّلًا لمقوّمات القصيدة الفنيّة من حيث البلاغة
وبوتقة الأسلوب الّذي شكلّها وانصهرت به
" أيْ أنْ نأخذَ النّصَّ أولًا كنّصٍّ يستحقُ أنْ يُصنّفَ كنصّ أدبيّ "
ومن ثمَّ نلتفت لرسالةِ هذا النَّص ، وهدفه
- هذا إنْ أردنا أن نُنصف القلم أولًا -
قد يخالفني الكاتب في الكثير من الآراء الّتي ربّما
تمسُّ مشاعري العقيديّة ، ومعتقداتي ، وأفكاري الّتي أؤمن بها
ولكن هذا لا يعطيني الحقَّ في طمس هويتّه كشاعر ،
وإثارة الرّأي العام ضدّه .
سأتفّقُ معكَ في أنَّ نزار " زوّدها شوي "
لكنَّ القارئ الواعي يعرفُ كيفَ يستخلصُ الجمالَ
والّذي لا يعي صدّقني سيمرُّ مرور الكِرام
ولو نظرنا اليوم لوجدنا أنَّ الكثير من الرّوائيين
بشكلٍ فاقَ الوصف " تعدّوا الخطوط الحمراء ،وفوق البنفسجيّة "

" نرجع لدرويش "
لا يمكن أن نحكم بالإعدام على هذا الشّاعر الجميل
حتّى وإنْ أُتُّهِمَ بالزّندقة ، والإلحاد
نعمْ لا ننكرُ أنّهُ " انحرفَ عقيديًا داخل بعض النّصوص "
لكنَّ حرفه جميل ويُدرَّس ، وقد تناولتُه لمدةِ فصلٍ كامل
في مادةٍ تُعنى بتحليل الخطاب الشّعريّ فوجدتُ أنَّ فيه
من العمقِِ ما يستحقُّ الالتفاتَ ، والتّتويج
فقد كانَ نبيلًا ، تجاه قضية شعبه مؤمنًا بها
والأجملُ من كلِّ ذلك ، كانَ متسامحًا في الحبُّ
فلم يقف بينه وبينَ محبوبته اليهوديّة لا دينٌ
ولا مُعتَقد ، فقط كانت بندقيّة.

لنكنْ قرّاءَ منصفين لنأخذَ من الشّعر ما يوافقُ
أهوائنا ، ولكنْ لننُصِفَ الشّعرَ كفنّ
وإنْ خالفتنا رسالة قائلِه، ومضامينه.

ولسؤالك عن ميل الكُتّاب لغزارةِ التّدوين
العاطفيّ ، وربّما تودُّ القول لِمَ لا يلتفتون
لقضايا أُخرى ؟
صدّقني قد يكمنُ السّببُ في أنَّ هذا
العالم باتَ مُتعبًا يفتقرُ للحب.
- من الجميلِ أن يكون الشّاعرُ كألوانِ الطّيفِ
فلكلِّ لونٍ مُحبْ -

كانت هذه المِساحة ممتعة.

# دعوة لمناقشيك : اقرأوا لدرويش
فهو شاعرٌ رغمَ كلِّ شيء

اهلا يا وهج..
لقب " شاعر" من انا لأنفيها عنهما.. كونهما شاعران فهذا من الثوابت، عالاقل قصائدهما موزونة
ولكن.. نحن نستعرض فكريهما وموضوعاتهما من خلال الاباحية وامتهان المرأة وهذه النقطة للآن لم يتطرق إليها أحد بالنسبة لقباني، والالحاد إن صح التعبير وهذه النقطة بالذات تجمع الشاعرين سوياً ولكنها نزعة أكبر عند درويش.
نزار لم " يزودها شوي" بل زودها كثيرا، ولا اعلم إن قرأتي ديوان " الأعمال الكاملة" كاملاً لوجدتي ان عدداً لا يحصى من قصائده حوت كلمات خجلت معاجم اللغة العربية في احتوائها بين دفتيها، وعلى فرض أن تلك القصائد لم توجد بها تلك التشبيهات أو الكلمات الغير اخلاقية فاعتقد أن اعماله الكاملة التي احتوت أكثر من 400 ورقة من الحجم الصغير لن تكون أكثر من 30 ورقة، وكانه اعتمد في شعره على الخارج عن المألوف او:
1- المراهقين. 2- المنكمشين في مجتمعات مغلقة جداً
فكانت هذه القصائد وهذا الشاعر هما نافذتهما إلى العالم الآخر، عالم الحب والتمرد والنزوات.
وبالنهاية هو شاعر.. ولكن أي الشعراء هو؟!

بالنسبة لمحمود درويش، وهو لا يتشابه صراحة مع قباني إلا في موضوع الالحاد إن صح التعبير، فشعره عميق، ولكن الستِ معي بأن كل شعراء الشعر الحرّ يمتازون بالعمق؟
لدرجة أني اتخيل ما من احد يستطيع كتابة الشعر الحر بحرفية إلا إذا كان عميقاً و ذو خيال واسع يجذب الشمس والقمر والنجوم والفصول فتشعر أنها بين يديك.
نازك الملائكه، السياب، أمل دنقل ، درويش، البياتي.
درويش أحدهم لكنه ليس أعمقهم.. وليس هناك من يمتاز بالعمق أكثر.. بل يمتازون بانهم كتبوا شعرا حراً فأجادوه.
وهنا أيضاً.. أقول أنه شاعر، فلم يتم اعدامه أو انكار كونه شاعراً، ولكن أقول:
هو أكثر من تكلم في القضية.. وهو أكثر الشعراء بكاء عليها.. وهو أكثر من كتب فيها، وهذا بالطبع يحسب له..
لكن لماذا ذكرتي مناقبه تلك المعروفة وتوقفتي؟
ف درويش شاعر هم ووطن،، وقباني شاعر قضية وحب، ولكن هل من الواجب أن نعزل عيوب الشاعر مثل " الالحاد والزندقة وامتهان المرأة" عن كون شعره جزيل الألفاظ أو رقيق المعنى فنقول " هو شاعر قدير يستحق الاحترام"؟

شكرا