عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-19, 08:52 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:56 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي رسائل .....ولكن من الليل ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسائل .....ولكن من الليل ...
هناك وفي ساعات الظلمة التي تحيط بالحياة من حولك... وحينما تتعمق في نومك وتذوق لذته وفي لحظات الأحلام التي تعيش تفاصيلها .
هناك وحينما تكون الزوجة بجانبك .. والفراش قد التصق بك من كل جانب .
هناك والشتاء وبرودته ..

تختفي الشمس عند الغروب ويأتي لباس الليل لكي تلتحف به الأرض.
وفي هذا الليل تتفاوت الأعمال، فقوم سرت بهم شهواتهم نحو الأفلام والقنوات ومعاكسة الفتيات، بل وممارسة الفواحش والمنكرات فيا حسرتاه على هذا الليل.

و لكن هناك قوم طارت بهم الأشواق لكي يكون ليلهم محطة للتزود إلى الجنان.. فكان ليلهم خشوع وخضوع، وبكاء ودموع، قوم صفوا أقدامهم لربهم، يناجونه ويستغفرونه
( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ )..

هناك أناس تأبى جنوبهم أن تبقى على الفراش .
تتجافى جنوبهم وجوارحهم ومقاصدهم .
تتجافى جنوبهم ، وكأن هناك حدث كبير يجعلها ترفض ذلك الفراش ..
تتجافى جنوبهم... رجالا أو نساء .. شبابا وشيبا .. يقومون .. يغسلون وجوههم من أثر النوم لكي يغسلوا قلوبهم بحلاوة السجود .

إنه الارتقاء عن عالم النوم والفراش والراحة إلى جنة المناجاة ولذة العبادة وسعادة الاتصال مع الكبير المتعال.

إن في الليل أسرارا وإشارات.. لا يذوقها إلا من " دخل في سوق الليل " ونزل في وادي الأسحار.. وأرسل الرسائل إلى الملك القهار.. ينتظر الإجابة وهو واضع جبهته على الأرض.
إن في الليل دموع تراق على الخدود... وأدعية تتجاوز كل الحدود لتصل إلى الرب المعبود.
فهنيئا لمن سار في قافلة العباد...
ونافس كل العباد ليصل إلى موعد رب العباد ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ).

كل شيء يتجافى .. نعم .. لقد نزل الرب إلى السماء الدنيا لينثر عطاياه .
فليكن لك دائماً موعد مع هذا الكنز
واطرح بكل همومك لرب العباد فهو يسمعك ويعلم بك

والحمد لله على توفيقه وامتنانه...
وصل اللهم وسلم على النبي المختار وعلى الأزواج الأطهار والصحب الأخيار..