عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-19, 08:37 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:33 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كيف ارتبط التاريخ الهجري بحياة المسلمين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن التعامل بالتاريخ الهجري إحياءً لشعائر المسلمين، وتخليدًا للدين الحنيف، ولا يمكن أن تسير الأمة الإسلامية في معاملاتها دونه،

كيف ارتبط التاريخ الهجري بحياة المسلمين

الله سبحانه وتعالى خلق الشمس والقمر وجعل لكلٍّ منهما منافع، فقال تعالى:{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 96]

فبالشمس والقمر تُعْرَف الأزمنة، والأوقات، وتُضبط أوقات العبادات وآجال المعاملات، ويُعرَف بها ما مضى من المدَّة، فلولا وجود الشمس والقمر وتناوبهما واختلافهما لَمَا عرف ذلك الناس، بل ربَّما ما كان يعرفه إلَّا أفرادٌ بعد الاجتهاد والحسابات الطويلة، وبذلك تفوت مصالح ضروريَّة على العباد .
.


الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي

نحن بين سنتين؛ سنة شمسيَّة تعتمد على الشمس، وسنة قمريَّة تعتمد على منازل القمر وطلوعه في بداية كلِّ شهرٍ أو اختفاءه في نهايته، وهناك تفاوتٌ بينهما من حيث عدد الأيَّام؛ فالسنة القمريَّة ثلاثمائة وأربعةٌ وخمسون يومًا، وبعض يوم (خُمْس أو سُدْس)،
وأمَّا الشمسيَّة فثلاثمائة وخمسةٌ وستُّون يومًا وبعض يوم (ربع يوم)، ولهذا كان التفاوت بينهما أحد عشر يومًا إلَّا قليلًا: تكون في كلِّ ثلاثة وثلاثين سنة وثلث سنة: سنة. ولهذا قال تعالى:
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} قيل: معناه ثلاثمائة سنة شمسية. {وَازْدَادُوا تِسْعًا}: بحساب السنة القمرية. ومراعاة هذين عادة كثيرٍ من الأمم (من أهل الكتابين).


كيف تتأثر العبادات بالتاريخ الهجري؟

تتأثَّر العبادات التي يتعبَّد بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى بالتقويم الهجري؛ صحيحٌ أنَّ السَّنَة الشمسيَّة والسَّنَة القمريَّة يتَّفقان في عدد الشهور، لكنَّهما يختلفان في عدد الأيَّام؛ فالسنة الشمسيَّة تزيد على السنة القمريَّة بأحد عشر يومًا كما ذكرنا، وهذا بلا شَكٍّ سيُؤثِّر في قضيَّةٍ حول الزكاة؛

لأنَّ الزكاة إذا حُسِبَت بالسنة القمريَّة سيختلف الأمر عمَّا إذا حُسِبَت بالسنة الشمسيَّة، لأنَّنا إذا حسبنا الزكاة بالسنة الشمسيَّة أكلنا على الفقراء إحدى عشر يومًا، وهذا يعني أنَّنا إذا استمررنا في ذلك نكون بعد ثلاثةٍ وثلاثين سنةً شمسيَّةً أكلنا سنةً كاملةً من الزكاة على الفقراء.

قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

فالمقصود بالاثني عشر شهرًا التي منها أربعةٌ حُرُم السنة القمريَّة،
فمن كان يُريد أن يتبع المعتمد عند ربِّ العالمين في تاريخ السنين فلا بُدَّ أن يتبع التقييم القمري؛ لأنَّ الله أخبر أنَّ هذا هو الدين القيِّم ليُبيِّن الفرق بينه وبين ما تعتمده الأمم الأخرى


يقول الله سبحانه وتعالى أيضًا:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 189]. ومعنى الآية أنَّها مواقيتٌ للناس في حَجِّهم وصومهم وفطرهم ونُسُكهم وحلهم وعدَّة نسائهم، ونكاحهم وطلاقهم وعدَّتهم....

منقول