عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-19, 09:58 PM   #37
وَرْقاء

الصورة الرمزية وَرْقاء

آخر زيارة »  05-03-24 (03:59 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي







هكذا هي الحياة تشعل في صدري عبق الماضي اللذي لم ينطفيء بعد ، هو خامد إلى أن ايقظه هو بنسائمه ، بالروح التي تخلخلت داخل جسدي دون ان يقاوم ذاك الجسد دون ان يرفض ولوجه داخله ، و العبث بالروح التي ظلت تقاوم طوال تلك السنين الماضية المفعمه باللهفه و ذاك الشعور التي ظلت تخبئه داخلها تخاف ان يفتضح سرها امام من نصبوها تمثال للجمال و الرقي و الطاعة ، مطيعةٌ هي لم تقاوم اوامرهم ، كأنهم يسدون لها معروف الحرية التي منحوها لها ذات يوم .
تلك الليلة كانت تصلي و تدعي الله بأن يكون لها عوناً من كل شرك يعبث بقلبها التي صار بعد تلك السنين ، نصفه ليّن و النصف الآخر قد عبث به الزمان ، تآكل جراء تلك الظروف التي لا تفتأ ان تمرر سمها داخل تلك العروق اللينه ، ف صارت تجري مع الدم ، تلوث دمها بتلك السموم إلى ان نسيت ما تريد ، تشبثت بأول طوق نجاة مُد إليها و اخذت تلهث بشدة تحاول ان لا يفلت منها ، و هو اذعن لها في النهاية رغم انه مثقوب و اعترف بأن ثقبه لن يساعدها على النجاة ، اغمضت عينيها و هي متمسكة به بشدة متجاهله التنبيهات التي يصدرها ، رغم انه كان ينخر في جسدها معلن عن وقوع الخطر في اي لحظة كانت ، و هي تتأهب و هو ينفّر ، في لحظتها نست ان الحياة لم تهبها السعادة و ظنت بأن هذه السعادة التي تنتظرها منذ زمن بعد .
سنون مضت و طوق النجاة كان يتماسك لا لشيء و لكن ليخبئ داخله سره المكنون و يخاف في اي لحظة أن يُشاع سره ، و ينتهي املها به ، لم يكن يخاف الفقد بقدر خوفه من اشاعة السر العظيم اللذي سيقطع دابر الأمل و يمحي كل لحظة سعادة ظن بأنه منحها لها بلحظة ضعف ، لحظة انهزام ،
شج بطنه معلناً عن التعفن اللذي ظل يفوح طوال الليل و صرير صوته لم يجعلها تنام ، وفتح مجرى الدمع لينساب بكل سلاسة لا يردعه شيء ، و اسال معه هموم حياتها كلها ، أملها التي ظلت متمسكة به رغم شحوب الايام و تكاسلها بأن تهديها لحظة سعادة ، بخلها على الفرح و كأنها تريده لغيرها بأن ينعم به ، و كأنها خلقت لشيء لا يستحق الفرح ، خُلقت لحزن يثير بها كل الشجون ، و تدندن به كل ليلة لعيد لها صوابها و لا يفلح !
اي حزن احاط بها ، و اعاد لها شريط الحياة التي بترت نهايته عندما فكرت بالعودة ، لكنها كان تحاول ان تجمع بين قصاصتين ليكتمل الشريط و تعيد ترتيب الحياة ، لتكمل مسيرة حياتها ، لتكمل ما بدأته من خوف من وجل شل اطراف مخيلتها و لم تعد تميّز بين الوجود و اللاوجود ، و اصبح الحلم يختبي خلف اوزاره الذي ضل متمسكاً بها سنين طوال ، ضل يدندن و يتغنى بها في كل مره يراها تختال امامه فرحه بإلانجاز العقيم اللذي لم ينجب لها سوى الاوهام .


 

رد مع اقتباس