عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-19, 08:45 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لا شيء في الدنيا يستحق أن تخسري من أجله آخرتك



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المتبرجة في بلادي ليست امرأة فاجرة عاهرة سيئة خلعت حجابها , ولكنها امرأة ولدت في بيئة التبرج فيها هو الأصل
.
المتبرجة لم تشعر يوما أنها تقترف ذنبا ولم يشعرها أحد بأنها تقترف ذنبا لأنها تخرج من بيت أبيها بهذا الشكل لشارع ممتلئ بنساء يرتدين زيا كزيها
.
المتبرجة تعودت أن تلاحقها الأنظار ولم تشعر يوما أن هذا الأمر امتهان لها مادامت لاتتجاوب مع من ينظر إليها أو يعاكسها .
.
المتبرجة لا تلق اي تقزز أو معاملة غير لائقة من الناس تشعرها بأنها على ذنب عظيم
.
بل على العكس هي محبوبة من الجميع رجالهم ونسائهم ,أما النساء فتعجب بفساتينها وقصتها وعطرها, والرجال بسبب ضعفهم أمام المرأة من جهة يعاملونها معاملة الملوك, وبسبب تعودهم هم الآخرين على التبرج لا يرون في تبرجها بأسا
.
قصارى القول المتبرجة في عصرنا كتارك الصلاة , كلاهما على ذنب عظيم لكن هذا الذنب لا يدل على الانحراف الأخلاقي لأنه ذنب متعايش معه, ذنب جماعي وليس ذنبا فرديا
.
لذلك فالحكم على أخلاق البنت من خلال تبرجها هو حكم ظالم والقول بانحرافها قول جائر
.
وإني أعرف من المتبرجات من إذا قيست أخلاقها بأخلاق كثير من محجبات الفيس لما وجدنا مجالا للمقارنة, وإن إحداهن لتطالبني بأن أترك هذا الفيس بسبب هذا التبرج الأخلاقي السافر الذي يسيطر عليه سواء من البنات أو الرجال ..
.
إذن فعندما أتكلم عن المتبرجة فلأتكلم على ذنب التبرج العظيم الخطير ولا أتعدى هذا الأمر لأقدح في أخلاقها أو أرميها بالانحراف
.
وأخير اقول لك يا من لازلت ترغبين في التبرج والظهور بالمظهر الجميل , لتعلمي أنك وإن كنت تمتلكين مكارم الأخلاق , من بر بالوالدين , من حفظ اللسان عن الغيبة, من صدقات, من استنكاف عن مصاحبة الرجال , فإنك تحصدين كل هذه الحسنات بخرجة واحدة تجمعين فيها من السيئات واللعنات ما الله به عليم
.
ولتعلمي أن معصيتك هذه التي تستهنين بها جعلتك تحملين اسماء لا يحملها الكثير من المذنبين ألا و هي ( امرأة من أهل النار) ,( ملعونة ) ,( منافقة) بنصوص الأحاديث النبوية
.
وإنها لحسرة أن تقابلي ربك وأنت تحملين تلك الصفات, وإنها لحسرة

فراجعي نفسك فإني والله أشفق عليك , فلا شيء في الدنيا يستحق أن تخسري من أجله آخرتك, فكيف إن كان هذا الأمر مجرد رغبة تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع , رغبة في الظهور بمظهر جميل !

|| بديعة سبيل

دمتم بعافية