عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-19, 05:09 PM   #8
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:12 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي تابع هجرة النبي صل الله عليه وسلم



تابع هجرة النبي صل الله عليه وسلم

وفي الطريق إلى المدينة وقعت بعض الأحدث ، فقد روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏

أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة، لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صل الله عليه وسلم مكانًا بيدى، ينام عليه، وبسطت عليه فروة، وقلت‏:‏ نم يا رسول الله ، وأنا أنفض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت له‏:‏ لمن أنت يا غلام‏؟‏ فقال‏:‏ لرجل من أهل المدينة أو مكة‏.‏ قلت‏:‏ أفي غنمك لبن‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ أفتحلب‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فأخذ شاة، فقلت‏:‏ انفض الضرع من التراب والشعر ، فحلب في قعب كثبة من لبن ومعى إداوة حملتها للنبي صل الله عليه وسلم، يرتوى منها، يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صل الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه، فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت‏:‏ اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى رضيت، ثم قال‏:‏ ‏"ألم يأن الرحيل‏؟‌‏ "قلت‏:‏ بلى، قال‏:‏ فارتحلنا‏.‏


وقد احتاط الاثنان في الكلام مع الناس الذين يقابلونهم في الطريق ،فكان من دأب أبي بكر رضي الله عنه أنه كان ردفًا للنبى صل الله عليه وسلم، وكان شيخًا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول‏:‏ من هذا الرجل الذي بين يديك‏؟‏
فيقول‏:‏ هذا الرجل يهدينى السبيل ، فيحسب السائل إنه إنما يعني الطريق ،وإنما يعني سبيل الخير
البخاري

وقد مر الرسول صل الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه في طريق الهجرة بإمرأة تدعى أم معبد الخزاعية وكانت تطعم وتسقى المارة ، فسألاها خبزا ولحما ،فاعتذرت لأنها لم تملك شيئا إلا شاة خلفها الجهد عن الغنم، ولم يكن فيها لبن وطلب رسول الله صل الله عليه وسلم الشاة ومسح ضرعها ودعا فدرت لبنا غزيرا ،كفى الجميع بما فيهم أم معبد ثم ارتحل الركب صوب المدينة ،فلما رجع أبو معبد ورأى اللبن سأل أم معبد عن الأمر فروت له الحادثة ووصفت له النبي صل الله عليه وسلم فأدرك أنه الرجل الذي تطلبه قريش



وتبعهما في الطريق سُرَاقة بن مالك‏ ، ولندع رواية سراقة بن مالك تكمل الخبر التاريخي ففيها تفاصيل تكشف عن المعجزة النبوية.
قال سراقة : جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صل الله عليه وسلم وأبي بكر دية لكل واحد منهما مائة ناقة من قتلهما أو أسرهما ، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس

فقال : يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه
قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا

ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها ، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره


فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صل الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان

فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صل الله عليه وسلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم

وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال :"أخف عنا" فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صل الله عليه وسلم
ورجع سراقة فوجد الناس في الطلب فجعل يقول :قد استبرأت لكم الخبر ، قد كفيتم ما هاهنا ،وكان أول النار جاهدا عليهما وآخره حارسا لهما
البخاري


وفي الطريق لقى رسول الله صل الله عليه وسلم الزبير رضي الله عنه ، وهو في ركب من المسلمين، كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صل الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابًا بياضًا‏.‏

#يتبع....


#هجرة_النبي_صل_الله_عليه_وسلم