عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-19, 08:50 AM   #1
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نيشيكاوا والكلب





▪نيشيكاوا والكلب!

للكاتب : عبدالله المغوث

🔹في أمريكا ، أذكر أنني ونحو 15 طالبا أجنبيا تكدسنا في شقة زميل ياباني،

ودار بيننا حوار طويل حول العادات والتقاليد المختلفة في كل بلد،

وسألنا مضيفنا (نيشيكاوا) قبل أن ننصرف من شقته أن نلقي قصيدة بلغتنا الأم.

وقد تبرع أحد الزملاء العرب بإلقاء قصيدة نيابة عنا نحن معشر الطلاب العرب في تلك الشقة،

حيث كان يبلغ عددنا وقتئذ 5 من السعودية، والإمارات، ومصر.

وقد ارتجل صاحبنا بتصرف البيت الأول لقصيدة ابن الرومي التي هجا فيه حاجب الوزير:

وَجهُك يا نيشيكاوا، فيهِ طولُ... وفي وُجوهِ الكلابِ طُول

وحينما سأل نيشيكاوا صاحبنا عن معنى القصيدة ..

أجابه بأنها تعني أن وجهك فيه ضوء لا يضاهيه سوى ضوء الشمس!

وقبل أن نفرغ من تقريع صاحبنا على اختياره وسلوكه اتصل به نيشيكاوا، الذي أدرك معنى البيت الحقيقي عن طريق أحد الزملاء،

معبرا عن غضبه الهائل الذي طالنا أجمعين،

حيث عاهد نفسه ألا يصادق عربيا طوال حياته بسبب قصيدة ابن الرومي التي رماها صاحبنا في وجهه.

🔹🔹الموقف السابق يعكس وجود خلل في سلوكياتنا.

هذا السلوك الذي لم ندرسه ولم نتعلمه. هذا السلوك الذي جعلنا نرتكب حماقات لا تغتفر.

في دول العالم شرقها وغربها ووسطها يتعلمون السلوكيات أو ما يسمى:

(Good manners and Right conduct)

ابتداء من الصف الأول حتى التاسع وفي مرحلة الثانوية ...

يدرسون تعليم القيم (Values Education) وفي الجامعة الأخلاق (Ethics) بينما نتجاهلها نحن.

سألني صديق سنغافوري سمع بقصة ابن جلدتنا مع نيشيكاوا 'ألم تدرسوا الخصال الحميدة وحسن الأخلاق (Good Manners) في مدارسكم؟

ما قام به زميلكم حتى ولو كان على سبيل الدعابة سلوك غير مقبول خاصة أنه كذب في معنى القصيدة'.

• الإجابة المرة أننا لم ندرس هذه الأبجديات ولا نألفها.

• لا أنسى الإحراجات التي تعرضت لها في بداية انتقالي للدراسة في أمريكا. فكان النادل والسائق والمعلم والسباك يتعاملون معي كطفل،

• فكلما أسدوا لي خدمة أو طلبت منهم شيئا ونسيت أن ابتسم وأن أشكرهم كما ينبغي رددوا على مسامعي العبارة الشهيرة: ماذا عن الكلمات السحرية؟

(?What about the magic words)

يقصدون بها: شكراً، أنا ممتن، من فضلك، أرجوك وغيرها.

• هذه الكلمات لم تدخل قاموسنا إلا مؤخراً، لم تدخل إلا بعد أن بلغنا من العمر عتيا، وأرسينا قواعد هشة لعلاقاتنا مع الآخرين.

• يجزم لي الطبيب محمد السليماني الذي يعمل في مستشفى خاص أنه يستطيع أن يكتشف الطفل العربي ولو من بين مئة طفل يلعبون في فناء كبير بسبب سلوكياتهم وليس بسبب هيئتهم'

• ربما أطفالنا يشبهون الأطفال اليابان وماليزيا والامريكان لكن يختلفون عنهم في سلوكياتهم.

• يتعاملون مع الممرضات كالخدم. يضربونهن ويرفعون أصواتهم عليهن'.

• سألت مهندس بترول هولندياً تعرفت عليه خلال زيارة قام بها للسعودية استغرقت شهرين عن أبرز ما استوقفه خلال فترة وجوده بيننا فقال 'تعاملكم مع السائقين. شاهدت فتى يافعا ربما يبلغ عمره عشر سنوات يركل السائق بإلحاح.

لفتني كهل يصرخ في وجه سائقه. أعتقد أن لديكم مشكلة '.

• سيتفاقم الشعور السلبي تجاهنا إذا استمررنا في إهمال تقويم سلوكياتنا وعدم تدريس أدبياتها باكراً.

• سينصرف نيشيكاوا ورفاقه عنا وسنبقى وحيدين، معزولين نردد قصائدنا الخوالي ونتهكم بعضنا على بعض !

🌴ختاماً:

💫قال تعالى عن نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام:

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

💫وقال عليه الصلاة والسلام: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق).

💫وقال عليه الصلاة والسلام: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا).

...

أكاد أجزم أننا لدينا أزمة أخلاق
لا أزمة شهادات