تعالى وقل لي..أتحبها؟
هي ليست حبيبتي..
أنا؟ أنا ما أحببتها يوماً ولكني.. كنت صديقها..وحلفت أن لا أخون صديقتي وأن أسكنها مجرى دمي، وألملم أنفاسها وأداعب أحلامها وتتوسد معصمي..
إذن..بالله عليك أتحبها؟؟
لا تخف.. هي طفلتي، أنا من علمتها كيف تنقل خطواتها في الزحام، أنا من يروي لها قصص ما قبل النوم وما بعد النوم وأثناء النوم .. أنا من يختار لها ملابسها وعطرها، وحين تتركني وتمضي..أجلس بحسرتي وحيدا، أحسب الدقائق وتلدغني عقاربها، وحينما تحين عودتها احضن كل ساعات الحائط وتركض روحي إليها "ها هي عادت..ها هي كادت..".
صديقي!!
العصافير تشهد.. وتلك الأشجار التي نقشنا عليها اسماءنا ستروي لك كم كنت صديقها..!!
وأنت..أتحبها؟؟
هي ليست حبيبتي.. ولكني علمتها أن الحب رحلة مصيرية إلى المجهول، علمتها لغة العناق وكيف نجتث من عينينا ذبول الكلمات، علمتها كيف تتوسد صدري وتسمع دقات قلبي فتذوب ولا تحترق!!
علمتها أن الحب حالة اشباع للروح، علمتها ان الأشواق تختبىء بين أصابعنا حينما تشبك يدها بيدي، انا لا أحبها يا صديقي ولكني أشعر بألف خنجر يخترق قلبي ان تنهدت بالم!!.
هي صديقتي، صديقتي التي لا تشتهي الرقص إلا بين ذراعيّ، فتطير معي كفراشة يداعبها النسيم، وحينما تتعب.. أحملها وأمضي بها إلى غرفتها فأقبّل رأسها وآخذ صورتها فاحتضنها وأكمل رقصي معها!!
صديقي!!
النجوم تشهد.. وذاك الليل الذي خبأنا من لحظات الأرق سيروي لك كم كانت صديقتي!!
وأنت اتحبها؟ أخبرني ..بالله عليك اتحبها انت؟
انا لا أحبها…ولكني لم أعرف قسوة الانتظار الا حينما انتظرها، ولم يعنيني جمال الورود إلا منذ عرفتها.. ولم أهتم بنفسي يوما… إلا منذ أن رأيتها !!

وبعد يا صديقي الا تفهم!؟
انا لا أحبها!!

ضميــر مستتـر