09-21-19, 01:18 PM
|
#5 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
كيف نقرأ ونستمع لسورة التوبة
خصيصة سورة براءة :
سورة التوبة هي الوحيدة التي لم تبدأ بالبسملة كما هو الحال في كل سور القرآن.
وسبب غياب البسملة عن أول سورة التوبة - على قول أغلب العلماء - هو أن مطلعها براءة وتهديد ، وهي أكثر سورة تكلمت عن الكفار والمنافقين ، فحرموا من البسملة ومن معاني الرحمة الموجودة فيها ، وهذا هو المناسب لأولى كلماتها ]بَرَاءةٌ مّنَ ٱلله وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ[ (1).
وهناك سبب آخر وهو أحظ بالأثر ، وهو أن المسلم عندما يقرأ القرآن ويبتدئ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) يشعر أنه انتقل من من حال سابق لحال جديد ، ومن شأن لشأن ،
وهذا المعنى غير مراد بين السورتين ، فلما كانت الأنفال والتوبة كالسورة الواحدة لم يناسب أن يفصل بينهما بالبسملة ، ويدل لذلك ما رواه الترمذي والنسائي، عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: "ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمان الرحيم ؟ فقال عثمان: إن رسول الله كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا ،
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ،
وبراءة من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيها بقصتها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فظننت أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم"
وحسن الترمذي هذا الأثر ، وفي متنه إشكالات ليس هذا موطن بحثها .
ولذا اختلف كتبة المصاحف في زمن عثمان في الأنفال وبراءة هل هما سورة واحدة أو هما سورتان ، فتركوا فرجة فصلا بينهما مراعاة للاختلاف .
وكلا السببين صحيح ، وليس بينهما تعارض .
د. عصام العويد
يتبع بإذن الله |
| |