عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-19, 08:05 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:17 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي التوبة هي الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


﴿ إلاَّ الَذيِنَ تَابُوا وأَصْلَحُوا وبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وأَنَا التُّوَّابُ الـرَّحِيم ﴾ (البقرة - 160)

التوبة هي الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته؛؛؛

▪️فيرجع من الشرك إلى التوحيد؛
▪️ومن الزنى إلى العفاف؛
▪️ومن الاستكبار إلى الذل والخضوع؛
▪️ومن كل معصية إلى ما يقابلها من الطاعة؛

وشروطها خمسة:
▫️الإخلاص لله سبحانه وتعالى؛
▫️والندم على الذنب؛
▫️والإقلاع عنه في الحال؛
▫️والعزم على أن لا يعود؛
▫️وأن تكون التوبة في وقت تقبل فيه.

1⃣ الشرط الأول: الإخلاص لله بأن يكون قصده بالتوبة رضا الله، وثواب الآخرة، وألا يحمله على التوبة خوف مخلوق، أو رجاء مخلوق، أو علو مرتبة، أو ما أشبه ذلك.

2⃣الشرط الثاني: الندم على ما جرى منه من الذنب؛ ومعنى «الندم» أن يتحسر الإنسان أن وقع منه هذا الذنب.

3⃣الشرط الثالث: الإقلاع عن المعصية؛ وهذا يدخل فيه أداء حقوق العباد إليهم؛ لأن من لم يؤد الحق إلى العباد فإنه لم يقلع؛ فهو ليس شرطاً مستقلاً كما قاله بعض العلماء؛ ولكنه شرط داخل في الإقلاع؛ إذ إن من لم يؤد الحق إلى أهله لم يقلع عن المعصية.

4⃣الشرط الرابع: أن يعزم ألا يعود؛ فإن لم يعزم فلا توبة، وليس من الشرط ألا يعود فإذا صحت التوبة، ثم عاد إلى الذنب لم تبطل توبته الأولى؛ لكنه يحتاج إلى تجديد التوبة.

5⃣الشرط الخامس: أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه؛ يعني أن تكون في وقت قبول التوبة؛

وذلك بأن تكون قبل حضور الموت،
وقبل طلوع الشمس من مغربها؛

فإذا كان بعد حضور الموت لم تقبل؛ لقوله تعالى: ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾ [النساء: 18]؛

وإذا كانت بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل؛ لقوله تعالى: ﴿ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ﴾ [الأنعام: 158]؛

وقول النبي صل الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة؛ ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها».

وهل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟

للعلماء في هذا ثلاثة أقوال؛

▪️الأول: أنها تصح؛
▪️والثاني: أنها تصح إن كان الذنب من غير الجنس؛
▪️والثالث: لا تصح؛

والصحيح أنها تصح من ذنب مع الإصرار على غيره؛ لكن لا يستحق اسم التائبين على سبيل الإطلاق؛ فلا يستحق وصف التائب، ولا يدخل في مدح التائبين؛ لأن توبته مقيدة من هذا الذنب المعين.

تفسير ابن عثيمين