على مطلع تشرين الاول مـــِْن العام الذي لن يعود ، وقفت تنظر له وهوا يمشي بخطى ذابله حزينه وكأنها تحاول ان تخبرها شيئاً كان هناك هــواء خفيفاً يلاطف الطرف السفلي من قميصه واجزاءً شعرهــ القصيرهــ بهدواءٍ تآم ، ضلّ يبتعد وينخطف عن عينيها التي تحاول فهم هــذا الموقف العادي في نظر كل شخص ، المحيــر والممزوج ببعض الانتقام في نظرها ،حين غاب واختفى تنهدت طويلاً .


ووقفت تنتظرهــ للحظات علـى أمل ان يشرق مرة اخرى امام ناظريها التي سرعان ماشتاقت له ، علـى أمل ان ترى لمعان عينيه الساقطه كالمطر علـى اجزائها يشعلها فرحا وخجلا.


زاد الانتظار لاكثر من ساعتان بداء الخوف يستغل قلبها الضعيف وتمكن الظلام من التغلغل شيئاً فــ شيئاً لكل ماحولها واختفى الجمال مع جمال لتكحل العتمه عيناها امام تلك الايام المجسدهــ بوضوح .


بعد مرور وقتاً طويلاً مـِْن الانتظار ، فكل ماكان يريدهــ لن يستغرق منه كل هذا الوقت الطويل ، بكت كثيرا وادركت انه قد اصبح بطل قصة لا يستحقها وسيد الصحف الجائعه ونجم شهر للمواقع الباردهــ ، ولم تكن تعلم بأنها اللحظه الاخيره تلك التي تصرفت فيها ببساطه معه وإلا قد تمكنت مـــِْن توديعه ومعانقة جميع اجزائه كما تعانق شمسنا هـُذآ العالم الكبير ، اخبرها قلبها بكل شي وقبل كل شي لكن اقنعت نفسها وبأتقان محكم بانها مجرد اوهام حاقدهــ لا اكثر ، لانهُ من الصعب التصور بــِ لمصير الذي سيلقاهــ في المكان الاكثر امناً واماناً…


ازال