عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-19, 07:51 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:22 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كلمات تكتب بماء الذهب لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغيبة

كلمات تكتب بماء الذهب لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -

✒ #قال_شيخ_الإسلام_ابن_تيمية :
(( فمن الناس يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره ؛ مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ، وقد يغضبون ويغضب لغضبهم ، فيخوض معهم ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت ، وربما يقول دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه ، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا ..

وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه ، ومنهم من يرفع غيره رياء ، فيرفع نفسه فيقول : لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ، لما بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده ، أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ..

ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : ( الغيبة و الحسد ) !!

وإذا أثنى عن شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد و فجور و قدح ، ليسقط ذلك عنه ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ، وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه ...

ومنهم من يخرج الإغتمام فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطوي على التشفي به ، و لو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به ، وهذا غيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه ...

ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر !!
الله المستعان ).

[مجموع الفتاوى ٢٨-٢٣٨/٢٣٦]