عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-19, 06:58 PM   #1
نوميديا

الصورة الرمزية نوميديا

آخر زيارة »  04-13-24 (05:31 PM)
المكان »  قَسنطينة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قُطوف من رذاذ العمر



ماَ وقرَ على صدرِ المشيئةِ ، يُشبه لعنة الأشقاء بين الأصابع حينَ يتذكر الأخُ الأبتر كم مرة بُعثَ إلى الحياة وهو يتربصُّ الشهيقَ المعدم مترنحاً بين رزنامة الوقت ..
الحجر الأزرق .. و الصعلوك الحكيم..
وآخر الفتات جبَّار يتعملقُ أمام نملة .. !!
أولُ النازحين علىَ يدي هندباءةٌ وضَوءٌ ناما على أرصفة الحنين الأصغر ، قبَّل الضوء وجهه وأخذ من كفيِّ بعض حنَّاءٍ واغتسل من ماءِ عينيْ المُوَقر و من حمرةِ الخدِّ تزينَ خبل حورٍ لِأنين النهايات..
في جَذوته زبرجدة لم تعتق بعدُ يطوقهاَ الصمت المتعبد
و وخزةُ المقعَدين عن عوالمِ الزُّهدِ


لِوهلةٍ نسيتُ أنّ لقمة العيش هيَ من تقتاتني بِكنية الحاجة المطرزة وبأنه ينتظرني كُرسي هناك وطاولة وساحة أقف فيها مع أترابيِ وما أعذبه صراخ المعلم في وجوهنا وهو يهبنا الكفاءة بعد انحناءة لوطنٍ نسمعه التحية كل صباح..
لوهلةٍ نسيتُ بأنَ المأمول في صدري تنحرهُ أمنية سَمّيتها في كثيرٍ من خَلواتيِ (حورية) و بأن اللّحظات الدافئة يزاحمها غنج الحياة في الكفة الأخرى ، وَ بأن النسيان قد سن سنته في إلغاء وجودنا وَ أطفأ النور على ضحكاتِنا وهي تصرخ وبأن عيب الفقير .. ليست قدمٌ حافية و لا حتى ثياب رثة و لا يد بترها السؤال
وبأن خيبتي مأهولة بأمل شابت فواصله فالإبتسامة المزروعة على هذا الرصيف نوع من الحالات المبتذلة تأخذ جهدا كبيرا من الوجوه المتجهمة حتى الأفواه باتت تعض على الحال ساعةَ السلامَ و أسف الوقوف .. !!


وتبقين أنتِ حبيبتي [كراسةٌ و ركبة] لم يعبث بهماَ الفقر المدمج وحالة العصيان التي تزهو بها الروح طيلة هذا الجلوس الإفتراضي لطفولتي ...
ومن يعيِ ما أكتب قد يجد هويتهُ صورة كرة كانت من خربشة قلمي عندما تقتله مواطنة الأمكنة وهو يشهد إسعافاتي الأولية لصبر قادم أو آخر خلفته بين يدي صباحات الشقاء ..
وَ ليحذرِ المارون خلسة من نظرتي فهي أحد من السيف إن لم تقتلك أخرستك والشاهدُ في " غياب "

" الغيــــاب"
هو حداد كل العمر ...
رسائله دائمة التوهجِ تحت نمارق الشجن
موفورة الحظ بعبرات زكية لها في سطورها ألف حكمة ..
غيثها انتصبت مطوياته على غضبةٍ أخيرة ..
لطالما كانَ التوقيع الأخير فيها متوسلا همة الرجوع
إلى صفحات لم يتملكها الحب الماكر يوما ..
إلى يد لم تتقن فن الكتابة عنه ..
إلى دمية تدحرجها يمنايَ و يسراي ..
إلى عين لم تسكنها إلا صورة من أودعاها سر الحياة ...

أنَّى لي بزمن الصدق أشتريه من باعة الطرقات يبتسمون ويخفون وجعهم .. لئلاَ يخدشُ أنينهم ممشايَ إليكَ
أنَّى لي بكَ أضمك ضمة المشتاق وأندس في صدرك ذرات حب وقد خبأت شحوبي المستدير ورائي وسفكت دم ليل طويل قربان لحظة مسروقة تطوقنا معا
أنَّى لي بطفولة أستدرجها إليّ لتروي قصصها معك وتشعل أيقونتها البيضاء زلفى ، تنتعل لهفتها فترقص كلماتها الأولى من جديد
أفدني بروحانيات العصافير غناها الوجود زقزقة فغنته العنادلُ توحيدا ...