(نهاية في قلب ميت)
(44)
ونبقا في الكوخ
فقد سُمِعَ في الخارج صوت صهيل خيل ثم طُرِقَ الباب طرقات متسارعة وبشكل عالي فاسرع نعيم وفتح الباب فاذا به صبي في الخامسة عشر من عمره واسمه "ناجي" فقال له نعيم:
- اهلا بك يا ناجي لقد كدت أن تتأخر (ثم ضحك ضحكات متقطعة بهدوء).
فقال ناجي:
- نعم سيدي ارسلت الي وعلمت بأنكم هنا ماذا تريد؟
فقال نعيم بنبرة خافته:
- اسرع الان واذهب الى حمدان في اعلى الجبل ليتصل بالرئيس سفيان ويخبره بأن المرتزق اللذي قتل خليل في قبضتنا وليحضر معه طبيبا وليتصل ببقية الافراد على وجه السرعة وبدون ان تخبره بأي شي اخر وليحضروا غدا في اقل تقدير .
انطلق ناجي بسرعة البرق ليخبر حمدان بما اراده نعيم منه وفي الطريق وكان ناجي ممتطيا جواده واجه ذئبين جائعين فذعرت فرسه ولم تتقدم فاضطر الى العودة ولكن الذئبين لحقا به فسقط ناجي من على الخيل واستطاع ان يركض بتجاه عربة من
العربات التي تجرها الخيول مهجورة فقفز بها ووجد بداخلها صناديق من البارود فاسرع باشعال النار فيها فاخذت بالانفجار فهربت الذئاب وهرب الجواد معها وتتطايرت الشظايا فاصابت ناجي باصابة بالغة مما ادت الى افقاده وعيه واخذ ينزف دمه
من جراء الحروق ولم يحضر احدا ليسعفه فاخذ يحتضر ولفظ انفاس الاخيرة.
في هذه الاثناء سمع نعيم وكذلك عامر ومعاذ صوت الانفجار وسمعته شروق فخشيت ان مكروها قد حل بمعاذ فتحركت وعلم بحركتها نعيم فحضر اليها وقال:
اانت بخير هل انت بالفعل مصابة بالصرع؟
فقالت شروق وهي ترتجف من الخوف:
- لا اعلم لانني اذا اصبت به يقال لي انني اصبح متشنجه فكيف لي ان اعلم بما يجري لي؟
فقال نعيم لها :
اسمعي ايته الفتاه اتعرفين شيئا عن الطب هل تستطيعين ان تقومي بدور الممرضة لهذا الرجل ويعني المرتزق؟
نظرت اليه شروق وهي تحاول ان تستجمع افكارها وماذا تقول له فهي في مأزق عظيم فقال لها نعيم وقد كان بيده قنينة ربما كان بها شراب اعتاد شربه وهو يشرب منها ويتصبب المشروب من فمه ثم يمسحه بذراعه فيقول:
- اعلم بأنك تحتاجين الى دواؤك (ثم يتجشأ)
فيكمل ويقول: أو بالاصح الى من يعالجك ولكن لربما استطعت ان تفعلي شيئا لهذا الرجل..