الموضوع: بنوك ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-19, 10:42 PM   #1
قيثارة

الصورة الرمزية قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي بنوك ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنوك الدرجة الأولى السويسرية ، تجعل للخزائن الهامة والسريَّة مفتاحين
مفتاح يملكه مدير البنك ، والمفتاح الآخر يملكه صاحب الخزانة ..
عندما يأتى فى زيارة إلى البنك ليتفقد محتويات خزانته ، يقوم مدير البنك بفتح الخزانة بمفتاحه
ثم يخرج الحاوية منها التى تحتوى على متعلقات العميل
ويترك العميل على انفراد ليفتح الحاوية بمفتاحه ، ويتفقد محتوياتها ..

هكذا خزائن الدنيا ، لها مفتاحان .. مفتاح بيد الخالق ، ومفتاح بيد المخلوق ..
والخزائن كلها مفتوحة بيد الله سبحانه ، تنتظر الإنسان ليستخدم مفتاحه
حتى ينتفع بما داخلها .. والإنسان لا يستطيع أن يتصرف فى خزينة من خزائن الأرض
إلا بالمفتاح الذى أعطاه ربه ..
مفتاح الاستغفار .. خزائن السماء ، وخزائن المال والبنين
وخزائن الجنات والأنهار ، مفتاحها هو الاستغفار ..

قل: ربِّ اغفر لى ، ثم استخرج ما تشاء من الخزينة التى تريد ..
تأمل نبى الله (سليمان) عليه الصلاة والسلام عندما :
(قال ربِّ اغفر لى وهب لى مُلكًا لا ينبغى لأحدٍ من بعدى) ~ص: 35 ..
ففتح خزائن المُلك بعد أن استغفر ..
وتأمَّل نبى الله (موسى) عليه الصلاة والسلام عندما :
(قال ربِّ اغفر لى ولأخى وأدخلنا فى رحمتك) ~الأعراف: 151 ..
ففتح خزائن الرحمة بعد أن استغفر ..
وتأمَّل (الذين يقولون ربنا إننا آمنَّا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) ~آل عمران: 16 ..
ففتحوا خزائن الوقاية من العذاب بعد أن استغفروا ..
وقد قال الله لخاتم أنبياءه عليه الصلاة والسلام :
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) ~الأنفال: 33 ..

والعذاب هو أن يستعذب المرء إهمال مفتاحه الذى ملَّكه الله إياه ..
والمرء لا يملك إلا ما ملَّكه الله .. (يقول يا ليتنى قدَّمتُ لحياتى) ~الفجر: 24
عندما يجد أن حياته بدون رصيد .. وكيف يكون له رصيد وهو لم ينفق نصيبه من الخزائن !؟ ..
(فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحدٌ) ~الفجر: 25 ، لأنه هو نفسه صار عذاب نفسه ..
إذ استعذب اهمال فتح الخزائن .. وعذوبة الفقر هى أشد مرارة فى الحقيقة
لأنها تسكر المرء ، وتذهب عقله ، وتنسيه ربه ..
وهذا بالضبط ما يتمناه عدو الإنسان ..
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا) ~البقرة: 268 ..
فانظر كيف اقترن الفضل بالمغفرة ، تمامًا مثل اقتران مفتاح الخزائن بمحتوياتها ..
إنها ليست خزائن محدودة .. إنها خزائن الله ..
(والله واسعٌ عليم) ~البقرة: 268 ..