قبلَ أنَ تشبقَ السماِء
وُتمطرَك كُنتَ وحيداً
فيَ غيَمكِ ونُطفتكِ


أنا النَجمُ
إن تَغنى لَهُ الليلُ
وأنا البياضُ..
إن جادت بهِ السُحبُ

يَطيبُ الشعرُ..
إن خُطت قصائده
على صَرخاتِ..
حروفي
النايفاتٍ الشُمِ

أنا الرجوُلةُ ..
الأفعالُ تكتُبني
وأنا الحقيقةُ..
إن شادتْ بيَ القمم

أنا العامريُ..
لا شَكٌ يراودكمُ
أنا النُضجُ..
تشدو بي الأمم

أنا السماءّ..
إن خاضتْ بزُمجٍرها
وأنا الهزيم..
إذ صاحت بي الأيم

وأنا الحنين..
إلى ضلعٍ يُدَثرني
وأنا الأنين..
صهيلٌ يُرعبُ الصمتُ


وأنا الآنُ


أُدركِ أنَني
أجهدتُ نَفسَي
في سَطورُ
لا كِتابَ يَجمُعُني
ولا تُراب

المَوتُ عار
وَشفتيكِ قنينةُ..
أُكسُجين..
تَهوىَ الدمار

أنا مَن يموتُ
أنا مَن يَكتبُ
الُعزلة.
لستُ أبهُ
بالخلودِ

أنا مَن يَموت
أنا شاعرُ
من نُطفةِ
تَرنو الصمود

أنا مَن يفور
حينَ التقى
النهدان
عند دجلةَ
والفُرات

أنا مَن يَثور
حينَ سالَ
العطر.
في النَحرِ
الغرور

أنا مَن يُراقبُ
همسكِ
الشاديِ النقيَ
أناَ منَ يهوى
قطفَ حباتِ
الكَرزِ
أنا عاشقُ
الماءَ الطَهور


زائر الفجر
أخرُ أنبياء المَطر