الموضوع: ثقافة العيب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-19, 09:52 PM   #1
قيثارة

الصورة الرمزية قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ثقافة العيب ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في أحد الأيام كنت جالسة مع مجموعة من الأخوات
وكانت إحداهن تتحدث عن خوفها وترددها في أداء أو إنجاز شيء ما
وأنها دائما تتوقع الفشل
فأخبرتها عن معلومة قرأتها تساعد في إزالة ذلك التردد، وهي:
أنك إذا أردت فعل شيء فانظر فيه:
هل هو حرام؟ أم لا
وهل هو عيب؟ أم لا
فإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك فامض مستعينا بالله في فعل ذلك الأمر.

فردت إحداهن موجهة الكلام لي حيث قالت:
حتى موضوع العيب أراه عائقا؛ فما يراه الناس عيبا قد لا يكون حراما شرعا
حتى أن هناك من ينزل العيب منزلة أكبر من الحرام نفسه

فقصة الصحابي عمرو بن العاص حين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
أي الناس أحب إليك،
فقال بأبي هو وأمي : عائشة.. إلى آخر الحديث
بربك من يذكر اسم زوجته الآن؟؟ ولكنها أغلال قيدنا أنفسنا بها حتى لا نغرد خارج السرب.
في الحقيقة أنه ولأول مرة ألتفت لهذا الأمر، فعلا، فبعض المجتمعات تتمسك
بالعيب حتى أكثر من الحرام نفسه
فتجدها تخلق قيودا ليس لها أصل في الدين، مما يجعلها عائقا من عوائق النهوض والتطور
والشعوب تختلف في نظرتها للعيب، بل إن المجتمع الواحد ترى فيه أسرا تفعل أمرا، بينما الأخرى تستهجنه

وهذا ما جعلني أتوقف وأطرح السؤال على نفسي،
ما هو العيب؟ وما الفرق بينه وبين الحرام؟ ومن أين جاءت ثقافة العيب؟
وما السبيل لتصحيح هذه الثقافة وجعلها في إطارها الصحيح؟

العَيْبُ لغة: الوصمة، والنقيصة، والشائبة، والمذمة، وجمعها أعياب وعيوب.

اجتماعيا: هو التصرف غير الملائم، والمنظور له كتصرف سيء ضمن المجتمع.

لكن معنى العيب الحالي المنتشر بيننا توسع وأخذ أبعادا ذات دلالات اجتماعية وأخلاقية
وأيضا دلالات ذات علاقة بالشرف والكرامة، وأصبح ثقافة معيقة ومعطلة
وتؤثر في المناحي الحياتية للفرد.

وإذا تساءلنا عن الفرق بين العيب والحرام:
فالعيب: يستمد قوانينه من قواعد بشرية قد تسمى ذوقاً أو أدباً أو مروءة.

أما الحرام: فهو مستمد من شريعة الله، وفاعله مؤاخذ شرعاً.

و العيب: هو ما عابه الشرع وحرمه، وليس ما عرف بين الناس من عادات وتقاليد.
وليس كل عيب حرام .. إنما كل حرام هو عيب ولا يجوز القيام به .

فالطلاق، والمطلقات، والنظرة السلبية لهن
والطفل الذي نسكته في حضرة الكبار .
ومن إذا أراد أن يذكر لفظ امرأة قال: أكرمكم الله
ومن يرى أنه من العار أن يذكر اسم أمه أو زوجته .
وأن الرجل لا يعيبه إلا جيبه.. وغيرها من الأمور تحت مسمى العيب

مما جعل المرأة تشعر بالدونية في مجتمعات العيب هذه
مما أثر على سلوكها العام، وأصبحت تعاني من عدم الثقة بالنفس
والشك والريبة من إمكانية إخفاقها
أن مفهوم (العيب) مرتبط بالعادات المتعارف عليها اجتماعياً
والعرف يؤخذ به في الناحية الشرعية، إن كان صحيحا وليس فاسدا.

والعرف معناه عند الأصوليين: " هو ما اعتاده الناس، وساروا عليه من كل فعل
شاع بينهم، أو لفظ تعارفوا على إطلاقه"
فهو يشمل العرف القولي، والعرف العملي.
والعرف الصحيح هو: ما اعتاده الناس دون أن يصادم الشرع، فلا يحلل حراما
ولا يحرم حلالا. وهذا يؤخذ به.
أما العرف الفاسد: هو ما اعتاده الناس، ولكنه يحل حراما أو يحرم حلالا
وهذا مرفوض شرعا.
وقد اتفق الفقهاء على أن العرف دليل ومصدر من مصادر التشريع الإسلامي
فنجد أن القرآن والسنة ردت بعض المسائل للعرف:

- ففي القرآن: نجد في تقدير الكسوة والنفقة للأم التي أرضعت ولدها
قال تعالى: (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة: 233.

- أما في السنة: قول النبي- صلى الله عليه وسلم- لهند بنت عتبة "
خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. أخرجه البخاري.

إذا فمن أين جاءت ثقافة العيب؟
يقول الأخصائي الاجتماعي ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة الإسلامية "
إن الأسباب الحقيقة لثقافة "العيب" هو التمسُّك بالتقاليد الاجتماعيَّة البالية لدى شُعوبنا
ويرجع ذلك إلى:
- ضَعفِ الوازِع الدِّيني.
- غياب الوعي الثقافي.
- وتفشِّي الجهل.

مما قرأت
..