عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-19, 09:02 AM   #9
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:10 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس الثالث



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

وهذا هو الدرس الثالث من دروس السيرة النبوية من كتاب :
《إسعاد البرية في السيرة النبوية

لما بلغ النبي صلّ الله عليه وسلم أربعين سنة حبب إليه الخلوة ، وكان يخلو بغار حراء صلّ الله عليه وسلم فيتعبد الليالي ذوات العدد ... ثم يرجع إلى خديجة رضي الله تعالى عنها فيتزود لمثل هذه الأيام ... ثم يرجع مرة أخرى ...

حتى جاءه جبريل عليه السلام وهو في غار حراء فقال له : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ... أي لا أعرف القراءة ...

قال النبي صلّ الله عليه وسلم : فأخذني جبريل فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ...

قال النبي صلّ الله عليه وسلم : فأخذني جبريل فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ...
فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : ما أنا بقارىء ...

قال : فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } .

فرجع بها رسول الله صلّ الله عليه وسلم يرجف فؤاده ...
أي يتحرك قلبه بشدة .

فدخل على خديجة صلّ الله عليه وسلم فقال : زملوني ، زملوني ...
أي غطوني ... فزملوه صلّ الله عليه وسلم حتى ذهب عنه الروع ...

فقال لخديجة ، وقد أخبرها خبر جبريل عليه السلام : "لقد خشيت على نفسي ".

فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ...
أي لا يضيعك الله أبدا .

⁉️ لماذا .. ؟
قالت :
▫️إنك لتصل الرحم ...
▫️وتحمل الكل ...
أي تقوي من شأن الضعيف .
▫️وتكسب المعدوم ...
أي تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك .
▫️وتقري الضيف ...
أي تكرم الضيف .
▫️وتعين على نوائب الحق ..
أي تعين الناس على ما يحدث معهم .

فانطلقت خديجة بالنبي صلّ الله عليه وسلم حتى أتت به ورقة بن نوفل ...
▫️وهو ابن عم خديجة رضي الله عنها .. ▫️وكان امرءا تنصر في الجاهلية ...
▫️️وكان يكتب الكتاب العبراني ...
أي الإنجيل .
▫️وكان شيخا كبيرا قد عمي ...

فقالت له خديجة : يا ابن عم .. اسمع من ابن أخيك ...

فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى..؟⁉️
فأخبره رسول الله صلّ الله عليه وسلم خبر ما رأى ...

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جدعا ، ليتني أكون حيا ، إذ يخرجك قومك ...

أي يا ليتني أكون شابا حين ظهور نبوتك .

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : أومخرجي هم ؟⁉️
قال : نعم ؛ لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ... وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ...

يعني إن كنت حيا عند ظهور نبوتك سأنصرك نصرا قويا .

ثم مات ورقة وانقطع نزول الوحي عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم مدة ...

وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يدعو قومه إلى الإسلام ...

فقال : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ▪ قُمْ فَأَنذِر ▪ْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ▪ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ▪ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ▪ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِر ▪ُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }

فاستجاب رسولنا صلّ الله عليه وسلم لأمر الله تعالى .. فشرع يدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده ، ونبذ الأصنام ...

وكان يدعو إلى الله سبحانه وتعالى سرا .. حذرا من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبة لشركها ووثنيتها .. فلم يكن صلّ الله عليه وسلم يظهر الدعوة في المجالس العمومية لقريش ، ولم يكن يدعو إلا لمن له قرابة قوية أو معرفة سابقة ...

وظل على هذا الحال ثلاث سنوات وكان من نتيجة هذه الدعوة السرية :

▫️إسلام الرعيل الأول من الصحابة ...
فأول من أسلم من الرجال الأحرار : أبو بكر رضي الله عنه .
ومن النساء : خديجة رضي الله عنها .
ومن العبيد : زيد بن حارثة رضي الله عنه .
ومن الغلمان : علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم دخل الناس في الإسلام جماعات ، جماعات ، من الرجال والنساء .. حتى انتشر ذكر الإسلام بمكة ، وتحدث الناس به ...

وظل الرسول صلّ الله عليه وسلم يدعو إلى الله سرا حتى نزل عليه ...

قول الله تعالى : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }.

فأظهر النبي صلّ الله عليه وسلم دعوته للناس ...

ولما أنزل الله تعالى : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
خرج النبي صلّ الله عليه وسلم حتى صعد جبل الصفا فهتف : [ يا صباحاه ] هذه كلمة يقولها المستغيث .. لأن العدو كان يغير غالبا في الصباح ...

فقال

هل مكة من الذي يهتف؟

أي من الذي يرفع صوته ويصيح؟⁉️
فقالوا : محمد ؛

فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني عبد مناف ،
يابني عبد المطلب ،

فاجتمع الناس حول رسول الله صلّ الله عليه وسلم ...
فقال : أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ..؟⁉️
[سفح الجبل] اي أسفل الجبل .

قالوا : ما جربنا عليك كذبا ...
فقال :
▫️يا بني كعب بن لؤي انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني مرة بن كعب انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني عبد شمس انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني عبد مناف انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يا بني هاشم انقذوا أنفسكم من النار ، ▫️يا بني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار ،
▫️يافاطمة انقذي نفسك من النار .
فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ...
وإني لا أملك لكم من الله شيئا ...

فقال أبو لهب : [ تبا لك سائر اليوم ]
أي هلاكا وخسرانا لك سائر اليوم ... ألهذا جمعتنا .. ؟

فنزل قول الله تعالى : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ☆ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }

وكان من نتيجة الجهر بالدعوة أن كل قبيلة وثبت على من فيها من المسلمين فجعلوا يعذبونهم عذابا شديدا .. بالضرب تارة ، وبالجوع تارة ، وبالعطش تارة ، وبالرمال الحارة تارة ...

فكان أبو جهل إذا سمع برجل قد أسلم وله :
شرف ومنعة في قومه ؛ وبخه وأخزاه ويقول له : تركت دين أبيك وهو خير منك .. لنسفهن حلمك ، ولنقبحن رأيك ، ولنضعن شرفك ...

أما إن كان تاجرا قال له : والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك .

أما إن كان ضعيفا ضربه ، وأغرى به السفهاء .

وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه إذا حميت الظهيرة .. يعذبونهم برمضاء مكة ... فيمر بهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم فيقول : ابشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنة ..

فأما أمه رضي الله عنها فقتلوها وهي لا تريد إلا الإسلام .

وكان من نتيجة هذه الاعتداءات الشديدة والانتهاكات التي تعرض لها المسلمون في بداية الدعوة :

▫️أن النبي صلّ الله عليه وسلم اجتمع بأصحابه سرا بدار الأرقم ليعلمهم مبادىء الإسلام .. وذلك حتى لا يصطدم بكفار قريش فيعملوا فيهم بشتى أنواع التعذيب ...

ولما كثر المسلمون خاف منهم الكفار فاشتد أذاهم وتعذيبهم لهم ... فأذن رسول الله صلّ الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى الحبشة ...

قال لهم : إن بها ملكا لا يظلم الناس عنده .. فهاجر من المسلمين اثنا عشر رجل ، وأربع نسوة منهم : عثمان بن عفان رضي الله عنه .. فأكرمهم النجاشي ملك الحبشة .. وظلوا هناك حتى بلغهم أن قريشا قد أسلمت ...

وكان هذا الخبر كذبا فرجعوا إلى مكة .. فلما بلغهم أن الأمر أشد من مما كان رجع منهم من رجع ودخل جماعة منهم مكة .. فلقوا من قريش أذى شديدا ...

ثم أذن النبي صلّ الله عليه وسلم لهم في الهجرة ثانيا إلى الحبشة .. فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ، ومن النساء ثماني عشرة امرأة .. فأقاموا عند النجاشي على أحسن حال .. إلى أن أرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة في جماعة ليكيدوا بالمسلمين عند النجاشي .. ولكن الله سبحانه وتعالى رد كيد المشركين في نحورهم ...

وفي ظل هذه الأوقات العصيبة .. من الله عز وجل على المسلمين بإسلام عمر بن الخطاب ، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما فجعل أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم في عزة ومنعة من قريش ...

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول :
إن إسلام عمرا كان فتحا ...
وإن هجرته كانت نصرا ...
وإن إمارته كانت رحمة ...
ولقد كنا ما نصل عند الكعبة حتى أسلم عمر .. فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه ...

أما حمزة رضي الله عنه فكان سبب إسلامه أن أبا جهل نال من رسول الله صلّ الله عليه وسلم وآذاه وشتمه .. فلم يكلمه النبي صلّ الله عليه وسلم حتى انصرف إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم .. فجاء حمزة رضي الله تعالى عنه فأخبروه أن أبا جهل نال من ابن أخيه محمد صلّ الله عليه وسلم .. فخرج حمزة رضي الله عنه إلى حيث يجلس أبو جهل حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه فشج شجة منكرة ثم قال له : أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ؟
فرد علي ذلك إن استطعت ...

فقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل ..

فقال أبو جهل : دعوا [ أبا عمارة ] وهذه كنية حمزة رضي الله عنه .. فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ...

ثم ثبت حمزة رضي الله تعالى عنه على إسلامه .. فعرفت قريش أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قد صار في عزة ومنعة .. وأن حمزة رضي الله عنه بات يمنعهم مما كانوا ينالون منه ...

أما عمر رضي الله تعالى عنه فقيل إن سبب إسلامه :

أنه خرج ذات ليلة إلى الكعبة يريد الطواف بها فإذا رسول الله صلّ الله عليه وسلم قائم يصلي .. فسمعه يقرأ القرآن فرق له قلبه وبكى ودخل الإسلام قلبه .. فلما انصرف رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى بيته تبعه .. فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم ما جاء بك يا ابن الخطاب هذه الساعة .. ؟

قال عمر : جئت لأؤمن بالله وبرسوله . فحمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ربه .. ثم قال : قد هداك الله
يا عم


.. ثم مسح صدره ودعا له بالثبات ...

وقيل في سبب إسلامه غير ذلك ، وكان إسلام عمر رضي الله عنه بسبب :
بركة دعاء النبي صلّ الله عليه وسلم :
" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك [ بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب ]
فكان أحبهما إلى الله سبحانه وتعالى عمر رضي الله عنه ...


يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية