الموضوع: كدت أموت
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-19, 12:38 AM   #1
نصف القمر

آخر زيارة »  اليوم (02:20 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كدت أموت




كدتُ أموت

كدتُ أموت
ضاقتْ نفسي بي يومًا حتَّى تيقَّنتُ يقينًا أنِّي أتنفَّس أنفاسي الأخيرة.
أردتُ أن أصرُخ، سعيتُ أن أحتمي ممَّا تيقَّنتُ قرْبَ حدوثِه، لكن إلى أين؟!
حاولتُ أن أُنادي أهلي أن أنجدوني، فما تجاوز صوتي حلْقي!
ثمَّ بدأتُ أفكِّر، وصارتْ حياتي تمرُّ سريعًا بين عينيَّ: ماذا كنتُ أصنع؟
إلام كنتُ أسعَى؟
بأيِّ شيء سأقْدم على الله؟
أين تلك الأعمال التي يكثِّرها الشَّيطانُ في عيني؟!
هل سعيتُ لأن أعبُد الله كما أمَر، أم أني كنتُ أدَّعي، ولم أصدِّق ادِّعائي بدليل؟
حقًّا، كيف سأقْدم على الله؟!
بلعتُ عبراتي وحسراتي، وإذ بصارخٍ يصرخ فيَّ بعنف: لقد كنتِ في غرور! في غرور!
وبعد أن ردَّ اللهُ إليَّ رُوحي سمعتُ كلامَ اللهِ، وكأني كنتُ - حين كنتُ أقرؤُه مِن قبْل - أعجميَّة، كأنِّي لأوَّل مرَّة أفقهُ لفظَه.
فإذ بالله تعالى يقول: فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5].
غرور الحياة الدنيا، وتغرير إبليس لابن آدم المسكينِ، بتسويله أعمالَ السُّوء، وتسويفه أعمال الطاعة والتَّوبة.
اللهُمَّ إنَّا نعوذ بك - والمسْلمين - منْه.
سؤال ملحٌّ يطرح نفسَه: ما هذه الحياة الدنيا؟ ما حقيقتها؟
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد: 20].
لك الحمد يا رب؛ أن مننتَ عليْنا بنعمة الهداية والإسلام، اللهُمَّ وكما مننتَ عليْنا بنِعَم لا تُحصَى، ومننتَ عليْنا بالنِّعْمة الكبرى - الإسلام والسُّنَّة - اللهُمَّ فثبِّتْنا على دِينِك، وأيقِظْ قلوبَنا من الغفلة، ويسِّرْ لنا كلَّ عمل يُرضيك عنَّا، وقِنا السيِّئات التي تغضبك عليْنا.
اللهم وثبِّتْنا على دينِك الذي ارتضيتَه لنا حتَّى نلقاك.
وصلِّ اللهُمَّ على نبيِّنا محمَّد، وعلى آلِه وصحبه أجمعين.