قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)) [سورة النساء] فلم يحدد الشارع شروطاً للتعدد بل استثنى فقط بقوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة... الآية) فمن خاف أن يقع في الظلم أو الإستبداد أو الجور فلا يعدد وهو خيار متروك للرجل، فالتعدد بالنسبة للرجل فيه عدة فوائد منها صيانة نفسه عن الوقوع في المحرمات والتكاثر والتناسل كما أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الشريفة وتحقيق شعبة العدل والتأليف بين القلوب وصلة الرحم، أما بالنسبة للمرأة فمن الفوائد الثواب على الصبر، التكاثر والتناسل وصلة الرحم، والتكاتف والتلاحم فيما بين الأسر، طاعة الزوج والرضا بقضاء الله وقدره.
لذلك عدم الرضا بالتعدد الذي لم يجعل له الشارع شروطاً لجوازه هو عدم الرضا بالقضاء والقدر، وهذا يدل على قوة إيمان المرأة وتقبلها لأوامر الله سبحانه وتعالى، ففي هذه الدنيا تشريعات من الله عز وجل لنا فيها مشقة، إن صبر عليها المرء نال عليها الجزاء الحسن.