11-25-19, 10:14 PM
|
#499 |
|
دعوني أستلفُ ذاكرةَ الطُّفولةِ قليلاً،
فـ هناكَ توَسَّدتِ البراءةُ أيامي،
تذكرتُ أني في أحدِ الليالي المُرعدة،
الماطرة،
و المُبرِقة،
صحوتُ في مُنتَصَفِ الليل أسمعُ إخوَتي الكِبار يتحادثون،
فهذا يحكي عن قصةٍ سمعها عن شخصٍ ماتَ بِفِعلِ الصَّواعق،
و آخر يؤكد على كلامِه بأُخرى تُشبهها،
حتى أمسى الأمرَ أمامي حقيقة،
و اغتالتني الخيالات،
فحَصدت عينايَ عَبَراتها،
و صَدَحَ البُكاء،
و القلبُ يرتجِف،
و شفتايَ تتأرجح في فزعٍ بينَ حرفَي الميمِ و الباء،
"ماما . . بابا"
و لسان حالي يقول:
أغلقوا النوافذ،
لا أوَدُ ضحاياً الليلة،
لا أوَدُ فقد!.
أبتسمُ الآن حالَ ما أتذكر تلك الليلة،
عندما أتذكَّرُ يدايَ و هما تُطوِّقان والدي كأنما تحمياهُ من هولِ القَدَر.
أنا أتمنى حقاً لو أن لي أن آخُذ من طريقِ والديَّ كل عسير،
لكنني لا أحتمل أن أَراهما أو أحداً منهما يُعاني.
|
| |