عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-19, 07:21 AM   #1
نوميديا

الصورة الرمزية نوميديا

آخر زيارة »  04-13-24 (05:31 PM)
المكان »  قَسنطينة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اخلع نَعليك ... إنكَ بينَ شُقوقِ الرُّوح



للكبرياءِ نباتٌ ينمو على الأرض ، و في كل المعمورة ،إلا في معمورتي فهو أنا ..!!
و للعطرِ الفواح في مرقديِ ، ما يشحن مشاعريِ بالذكرى والألم بيدَ أنَّ السعادة في ركوة الظلالة لا تغلي
إنها تُشرق على ذؤابة رأسي وقتما أتلو آياتِ الحنين

../

دهشنيِ جدا حين عودتيِ أن يكون مضجعيِ كما ذات يوم لم ترفع عنه الوسادة ولا إختلّ ترتيبه .
أما هو ..!!
فقد كانت أشبه بالجمود ، ليس في خراجه إلا دمعة ذرفهاَ عند عتبة ما كان بالأمس القريبِ موعدَا للقاء
أنا التي لم أتعود أبدا على الفراق - لِدُنوِّي من رائحة الصور ومن رائحته التي تعمد أن يتركها عند مداخل القلوب عندماَ رحل ..!!
بِتُّ أضع لهُ دعاءا في كفوف الارتباك و أنتظر سكينة كفوفيِ لا إجابة دعواتيِ
الشوق يا سادة ألهبنيِ العَشِيّةَ و ساقنيِ لعَيْبةِ الذكريات وإلى صفحاتها أيام البِكر و أسند لِأبجديتي نهمة البكاء عليه و حملها على أن تجعل من قلبها حجرا للصعود إليه
جعلها تتماهى في طرقات البوحِ تبعا وتتوغل بينَ شقوق ِ الروح تارة و بالوجد تارة أخرى ..
أما هو فقد ترك جزءًا كبيراً منه بين حواكير ضحكتها ، عَينيهاَ و غَضبتهاَ ، فكلما ألتهب القلبُ بذات شوق إليه آذى تنور الفقدِ شفاهها
و كلما نطقت اسمه سهوا تمخضت الخيبةً و الأوجاع فيها عمرا بل و دهرا،،
كيف لا وبيني وبينه من المدى ما يأسر الشاهين في علياءه
وفي تلاقينا ما يضيق الوَجد بالوجود

تواطئ حلميِ بكَ مع قدري فيكَ و تعمد أن يغمس نهايات السطور في حقول خواطركَ دون أن يشي ليِ الورقُ يوماً بأنها ملغمة بقنابل اليأس
و أن حروفي الوردية ستثأر منيِ يوما ما بتعطيل حواسي و ذاكرتي من كل شيء إلاّ منك .. !!
كنتَ تُدرك تماما أني سأنقلب إلى كاتبة فيكَ و تتخضبُ ملامح حرفي من بؤسيِ دونكَ
من أجل ذلك هممت بالرحيل و أسنامه
و اكتفيتُ أنا بحمرة وجنتيها و زرقةِ عينيها و بياض أناملها لتجتمع كلها في (البتول )

اخلع نعليك ... إنك .......بين شقوق الروح ..
ألاَ يا راحلاً عنا كيف يأتينا الوحي دونك .. وقد سبقناكَ الى الوفاء ..والحبّ
وأيُّ الحروف نؤمن بها الآن ... وأنت تُشرق علينا كلّ صُبح سحابات من نجوى و تغرب كل مساء كما انكسار الروح ..تغزونا من خلال الشقوق والثقوب ...
تاالله ما بات يُعمّر الحرف من بعدكَ ... وقد حسبته يعمّر ...
وإنّي أبايعكَ ... من خلال الشقوق ....تحت الجسور الوارفة الظلال ..
وإني على عهد الصفحات الباقية في العمرِ أصنع من أنفاسي لصغيرتنا شيئا يستحقُ الحياة


 


رد مع اقتباس