عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-19, 08:51 PM   #1
قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي تواضع عمر بن الخطاب ..





تواضُع عمر بن الخطَّاب
التَّواضع خُلقٌ رفيع، وخصلةٌ حسنةٌ، تتعدّى آثارها الطيّبة من تخلَّق
واتَّصف بها إلى غيره من النَّاس، بل والمجتمع ككلّ
وقد أمر النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- بتخلُّق هذا الخُلق الحَسَن
فقال: (يا جريرُ: تواضَعْ لله، فإنّه من تَواضعَ لله في الدنيا رفعَه اللهُ يومَ القيامةِ...)

وفي مقابل ذلك فقد ذمَّ الكِبر -نقيض التَّواضع-
أيّما ذمٍّ؛ إذ جُعِلت صفة الكِبر الذّميمة سبباً في الحرمان من الجنة ونعيمها
فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-
قوله: (لا يدخلُ الجنَّةَ من كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ).

وقد اتَّصف عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- بالتَّواضع قبل تولّيه خلافة المسلمين وبعدها
وقد شهدت له مواقف عديدةٌ وحوادث كثيرةٌ باتِّصافه بهذه الخصلة وتمثُّله لهذه الصِّفة
ومنها على سبيل التَّمثيل لا الحصر:

* من تواضع عمر -رضي الله عنه- استماعه للنُّصح من عامَّة النَّاس
رجالِهم ونسائِهم، رغم كونه أميرهم وخليفتهم.

* من تواضعه -رضي الله عنه- قيامه بالأعمال وبعض المهن رغم خلافته للمسلمين وإمارته للدولة الإسلامية
فقد رُوِي عن الزبير بن العوّام -رضي الله عنه- أنّه فقال:
(رأيت عمر بن الخطاب على عاتقه قربة ماء
فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا
فقال: لمَّا أتاني الوفود سامعين مُطيعين، دخلت نفسي نخوةٌ؛ فأردت أن أكسرها)
وكذلك علاجه لإبل الصّدقة بيدَيْه، وهذه الإبل توضَع في بيت مال المسلمين
وتُنفَق على الأرامل والأيتام والمساكين، فأخذ عمر يدهنها
وطلب من الأحنف بن قيس -رضي الله عنه- أن يُعاونه
فسأله الأحنف أن يترك هذا العمل لأحد العبيد
فلم يقبل عمر -رضي الله عنه- قائلاً:
(وأيّ عبد هو أعبد منّي، ومن الأحنف؟
إنّه من ولِي أمر المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيِّده في النصيحة، وأداء الأمانة).

* من تواضع عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- محاسبته لنفسه، وتأديبه لها باستمرارٍ
ومن ذلك ما رواه عنه أنس بن مالك -رضي الله عنه- فقال:
(سمعت عمر بن الخطاب يوماً، وخرجت معه، حتى دخل حائطًا، فسمعته يقول
وبيني وبينه حائط، وهو في جوف الحائط:
(عمر بن الخطّابِ، أمير المؤمنينَ، بَخٍ بَخٍ، واللهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللهَ يا ابن الخطّاب، أو لَيُعَذِّبَنَّكَ").

* من تواضع عمر -رضي الله عنه- تواضعه في مظهره ولباسه، فمع كونه أمير المؤمنين وخليفتهم
إلا أنَّه لم يكن في لباسه باذخاً كعادة الملوك والأمراء
بل تروي الآثار أنَّه -رضي الله عنه- كان يرقع ثوبه ويخيطه
كما روى ذلك عنه أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- فقال:
(رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذٍ أمير المؤمنين
وقد رقع بين كتفَيه برقاع ثلاث، لَبّد بعضها فوق بعض).

رضي الله عنه وأرضاه