مطمئنة جداً
بأنه لن يعود أحداً إلى هنا
ليلتقط حرفه الذي سقط سهواً
أو ليجمع بقايا ملامحه التي أودعها في خزائن ذاكرتي
اليقين يملئني بالفتور و يشيع حالة من الخذلان المريح
فلا دائن و لا مدين هنا
بعد أن فُضت شراكة القلوب
لم نحقق بها أرباحاً على سبيل الاكتفاء
و تبدد كل ما كان بين يدي - منكَ و مني -
لأعود خالية الوفاض حتى مني
و في محاولة متجددة للهروب من ذاكرتي
كل الطرق غدت ممنوعة
لا يمكن أن أسلك طريقاً يفضي إليك
و ما تبقى من الطرق المتاحة معظمها لا يؤدي للوجهة المنشودة
لذا لا مفر من المكوث في الجانب المعتم من الحياة
فخارطة الرحيل و العودة لا ملامح لها
و العتمة أحياناً تمنح شعوراً بالأمان أكثر من الجانب المضيء