عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-19, 08:54 AM   #13
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:45 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس السابع



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .

لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة .. ترك بناته وزوجته سودة بنت زمعة بمكة ...

فلما قدم ﷺ المدينة أرسل زيدا بن حارثة ، وأبا رافع رضي الله عنهما إلى مكة .. فقدما عليه :
بابنتيه فاطمة ، وأم كلثوم ...
وزوجته سودة بنت زمعة ...
وأسامة بن زيد ...
وأمه أم أيمن ...

فقدموا جميعا على رسول الله ﷺ وهو يبني المسجد ومساكنه ...

أما رقية بنت النبي ﷺ فكانت هاجرت مع زوجها عثمان رضي الله عنه ...

وأما زينب بنت النبي ﷺ فلم يمكنها زوجها أبو العاص بن الربيع من الخروج للهجرة ...

وأرسل أيضا أبا بكر رضي الله عنه عبد الله بن أريقط مع زيد بن حارثة أبي رافع فأتوا مع آل رسول الله ﷺ ...

وقد فرض الله عز وجل في بداية الإسلام الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر ...

لما قدم رسول الله ﷺ المدينة :
▫️أقرت صلاة السفر ..
▫️وزيد في صلاة الحضر مع كل ركعتين ركعتين ..
▫️إلا المغرب ، فإنها وتر النهار ...
▫️وصلاة الفجر لطول قراءتها ...

ولما أتت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ونزلت بقباء .. ولدت عبد الله بن الزبير رضي الله عنه .. وهو أول مولود ولد في الإسلام .. ففرحوا به فرحا شديدا ...
لأنهم قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم ..

ثم أتت به النبي ﷺ فوضعته في حجره .. فدعا النبي ﷺ بتمرة فمضغها ثم تفل في فمه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ﷺ ثم حنكه بتمرة ..
أي مضغ النبي ﷺ تمرة ودلك بها حنكه .. ودعا له ...

وولد أيضا [ النعمان بن بشير ] وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة ..

فأتت به أمه إلى النبي ﷺ فحنكه ودعا له ...

وكان أول من توفى بعد مقدم النبي ﷺ المدينة من المسلمين : [ كلثوم بن الهدم ] ...

ثم توفي بعده [ أسعد بن زرارة ] .. وكانت وفاته قبل أن يفرغ رسول الله ﷺ من بناء المسجد ...

وكان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فينتظرون الصلاة .. وكانت الصلاة حينئذ لا ينادى لها ...

تكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم : اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ...
أي حتى يعلم الناس بالصلاة .
فلم يعجب النبي ﷺ ذلك ..
وقال : هو من أمر النصارى ...

فقال بعضهم : اتخذوا بوقا مثل قرن اليهود ...
البوق هو الذي ينفخ فيه فيخرج صوتا .
فلم يعجب النبي ﷺ ...
وقال : هو من أمر اليهود .

قال بعضهم : انصب راية عند حضور الصلاة .. فإذا رأوها أعلم بعضهم بعضا .
فلم يعجب ذلك النبي ﷺ .

فانصرف [ عبد الله بن زيد ] وهو مهتم لهم رسول الله ﷺ ...
فأري الأذان في منامه .. فغدا على رسول الله ﷺ فأخبره ما رأى في منامه ...

وكان عمر رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك .. فكتمه عشرين يوما .. ثم أخبر به النبي ﷺ بعد ذلك ...

وقال النبي ﷺ : يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد .. ففعل .
فأذن بلال رضي الله عنه ...

وبعد مقدم النبي ﷺ المدينة عقد عهدا مع اليهود .. وشرط لهم .. واشترط عليهم ...
💎ومما جاء في هذه المعاهدة :

▫️الأول : من تبعنا من اليهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم .. وإن سلم المؤمنين واحد ...

▫️الثاني : اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ... إلى آخر هذه المعاهدة ...

من أراد الرجوع إليها فليراجع الكتاب ...

وأرسل النبي ﷺ عمه [حمزة بن عبد المطلب ] رضي الله عنه إلى سيف البحر ...
أي ساحل البحر .
لأنه علم أن تجارة لقريش ستمر به ولكن لم يكن بين المسلمين والمشركين قتال ...

وأرسل النبي ﷺ أيضا [ عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه ] إلى بطن رابغ .. (وهو موضع قريب من الجحفة) ..
ومعه ستون من المهاجرين .. فالتقوا مع أبي سفيان في مئتين من المشركين .. فلم يكن بينهم إلا الرمي ... ثم رجعوا إلى المدينة ..

وكان النبي ﷺ قد عقد على عائشة رضي الله عنها بمكة .. فلما قدم المدينة دخل بها رضي الله عنها .. وكان عمرها يومئذ تسع سنين ...

وبعث رسول الله ﷺ بعد هجرته إلى المدينة [ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ] ومعه عشرون رجلا إلى مكان قريب من الجحفة وهو : [ الخرار ] ...
لأنه علم أن تجارة لقريش ستمر به ولكنهم وجدوا أن الكفار قد مروا قبل وصولهم إليه ...
ولولا أن النبي ﷺ عهد إليهم ألا يجاوزوا الخرار لتبعوهم ...

وبعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة عقد مؤاخاة بين المهاجرين والأنصار .. وذلك حتى يذهب عنهم وحشة الغربة ..

وقد آخى ﷺ بينهم في دار أنس بن مالك رضي الله عنه .. وكانوا يومئذ تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار ...

آخى ﷺ بينهم على أنهم يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام .. بحيث يكون أثر الأخوة الإسلامية في ذلك أقوى من أثر قرابة الرحم ...

وكانت هذه الحقوق مقدمة على حقوق القرابة إلى غزوة بدر الكبرى .. لما عز الإسلام وقوي ...

فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله :
{ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ } .

فرد الله سبحانه وتعالى التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة ...

وقد ضرب الأنصار أروع الأمثلة
في تقديم المهاجرين على أنفسهم في أموالهم ..
فكانوا يتسابقون في مؤاخاتهم حتى يؤول الأمر إلى الاقتراع ...

وكانوا يحكمونهم في : بيوتهم ، وأثاثهم ، وأموالهم ، وأرضهم ، ويؤثرونهم على أنفسهم ...

ومن ذلك أن رسول الله ﷺ لما آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ..
قال سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف : أني أكثر الأنصار مالا فأقسم مالي نصفين .. ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك .. فسمها لي أطلقها .. فإذا انقضت عدتها فتزوجها ....
فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك وسأله عن السوق فذهب ليتاجر ...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية