للدول الاسلاميه والعربيه بشكل خاص امجاد عريقه بالماضي حيث كان الرجل العربي راعي الإبل هيبه عند أعظم الملوك والأباطره في ذلك الزمان , في الوقت الذي كانت فيه الفتوحات الإسلاميه تزدهر والعدل والمساواه تنطبق على الكل دون تفريق بين عربي وأعجمي.
وتطور الزمان وباتت الدول الإسلاميه منبع للحضاره والتقدم العلمي في شتى مجالات الحياه سواء في التكنلوجيا او في الفيزياء او في الرياضيات او في الطب او في الفلسفه والشعر والادب او في العماره.
كان للعرب والمسلمين قوه وعزّه وتسيّدوا العالم في زمن من الازمان وتكونت على أيديهم أعظم دوله في التاريخ امتدت من اطراف روسيا إلى حدود فرنسا.
خريطه العالم الاسلامي

وبعد ذلك أنهكت الإنقسامات ذلك الكيان الضخم وقامت بتقطيع جسده إلى أشلاء متفرقه ضاعت معها قوه البنيان المرصوص وتباعدت أفئدة المسلمين وبُثّت في أنفسهم الفرقه.
وتطور الزمن وأصبحت تلك الأشلاء تنتهك وتستباح مع قبل العدو الغاشم دون حراك من أي فرقه كانت من نفس الفرقه المنتهكه في الزمن السابق.
وتطور الزمن وأصبحت الفرق والاشلاء نفسها تعادي بعضها وتتنابذ بالألقاب ويعاير بعضها بعضاً فذلك يشتم أصل هذا وذاك يحتقر ماضي ذاك وهذا يتباهى بتعليم لذاك وذاك يتمنن بماله على هذا وتمضي الأيام تتداول بين الناس.
الغريب أنك تجد كل شخص فخور جدا بماهو فيه من تراث من سبقه والذي لم يتبقى منه لاناقه ولاجمل سوى في كتب التاريخ بينما في الواقع يعيش حياه ذل ومهانه دون اي اعتبار ودون اي وزن وهيبه تشفع له عند مصاف الدول متسيده العالم في هذه الفتره بعدما لم تكن موجوده بعضها على الخريطه وبينما عاش البعض الآخر يتخبّط في الجهل والضعف العلمي والثقافي.
أتعجّب الآن من تفاخر العرب بأفعال من سبق منهم متجاهلين ماعليهم فعله ليتفاخر بهم من سيأتي بعدهم.
أتعجّب الآن من تعالي بعضهم على بعض بما ليس لديهم فلا بقيت علوم متقدمه ولابقيت صناعه متطوره.
أتعجّب الآن من قوم انقسموا فوهنوا فاستبيحوا فتغاضوا فحاربوا انفسهم تحت لواء السنه ولواء الشيعه.
أتعجّب الآن من اقوام كانت مجموعه تحت رايه واحده وعقيده واحده ومنهج واحد باتت الآن سنه وشيعه وعلويه ودرزيه و بهائية وصوفيه و وهابيه وسلفيه وإخوانيه و … إلخ , من أين أتت هذه التصنيفات ومن بدأها ؟!