أقبل يا قلبي بكل صدق ،، و أنا أيضاً سأقبل بكل صدق ،،
لأننا تعاهدنا على ذلكـ فسنكون حتماً صادقين في كل شيء ،،
في حرفنا ،، في كلماتنا ،، في قلمنا ،، و بوحنا ،، في مشاعرنا ،،
أحاسيسنا ،، صداقتنا ،، في تعاملنا مع الآخرين ،، في واقعنا ،،
في إعترافتنا لعضو من أعضاء الجسد الذي قد أنهكناه أنا و أنت ..
حتى الإرهاق و الإصابة بالجنون ،، هل عرفته يا قلب ؟؟؟
نعم أحسنت ،، هو ذلكـ العقل الذي بات يفكر و ينشغل بكل شيء
أحياناً يبقى شارداً يسبح و يسرح في الخيال ،، و أحياناً أخرى
يفكر بعمق في هذا الواقع بحلوه و مُره ،، و أحياناً يصاب بنوعٍ
من الخمول و الكسل فيود لو بإستطاعته عزل نفسه عن الجسد
لفعل دون تردد ،، و أحياناً تغتاله الصدمات بسببي أنا و بسببكـ
يا قلب فيكاد أن يصاب بالجنون أو فقدان الذاكره و يفيق بعدها
و كأنه عاد كعقل طفلٍ صغير لا يدركـ و لا يفهم و لا يعي بما
يحدث من حوله أو ما الذي حدث له ،،،
هنا يا قلب أنا و أنت سنقف كمتهمين أمام ذلكـ المدعي و هو
العقل و يكون القاضي هو صدقنا ،، أمانتنا ،، وفاؤنا ،،
ضميرنا ،،،
من منا يا قلب جنى عليه بالمحبه الصادقه التي لا يشوبها أي
نوعٍ من الخيانه ،، و بالتالي فهمت من البعض خطأً و قوبلت
ممن منحت لهم بحق بزيف و خداع و جفاء و لا مبالاه ،،
حتماً سيكون أنا و أنت .. !!
من منا جعل المشاعر و الأحاسيس تنساب بكل عفويه و
بذلها بحسن و طيب النوايا لأشخاص يستحقونها و لكنهم
غادرونا و أبتعدوا عنا مرغمون على ذلكـ و ليس بإختيارهم
و منحناها أشخاص لا يستحقونها جاملونا بها و تخلوا عنّا
و نحن في أمسّ الحاجةِ لهم و كسروا خواطرنا و جرّحونا
دون أي إعتذار أو إعتراف بخطأهم نحونا ،،
حتماً سيكون أنا و أنت ..!!
من منا عامل البشر بأطيب الأخلاق و أفضلها و بحسن
النوايا الصادقه ،، و من وعد و أوفى معهم ،، و من بذل
جهده و أرهق نفسه على حساب صحته لأجل إسعادهم
لأشخاص واجبٌ علينا أن نبادلهم بذلكـ و لكن الزمن يجبرنا
على مفارقتهم و ليس لنا باليد حيلةً على هذا الأمر و بتنا
نتألم و نتعذب و نتصور كيف ستكون تلكـ الحقيقة المره ..
و منحناها أشخاص غدروا بنا و أخلفوا بوعودهم معنا و
أضمروا لنا الشر و الحقد و الحسد و ظنوا بنا ظن السوء
و هم يستلذون تلكـ الأفعال معنا و بتنا نعض أصابع الندم
و نتجرع إنكساراتنا من فعلهم و نتحسف على كل ثانية
قضيناها معهم ،،
حتماً سيكون أنا و أنت ..!!

من منا يا قلب أشغل العقل بأمور الدنيا و ألتهى عن أمور
الآخره و غرته الأماني و الأحلام ،،
من منا جرى وراء كل ما ترغب به النفس و ما تملي عليه
من أهواء دنيويه ،،
من منا جعل العقل يتعطل عن الذكر و قراءة و حفظ كلام
خالقه،،
من منا هون تلكـ الأمور و أستهونها و يؤمل النفس بأنه
سيحاسبها على ذلكـ غداً و هو لا يعلم بأنه سيعيش لغدٍ أم لا ،،
من منا قصّر في حق الله تعالى و حق رسوله الكريم علينا ،،
حتماً سيكون أنا و أنت ..!!

يا عقل ها نحن أعترفنا أنا و قلبي أمام قاضينا ببعض ما
أخطأنا به عليكـ و بما أنهكناكـ به و أشغلنا جُل وقتكـ به و
أهدرنا الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الأسابيع و
الشهور و السنين فيه ،، فهل ستغفر لنا ،، و تمحو أخطاؤنا
عليكـ إن بدأنا من جديد و قوّمنا و عاتبنا أنفسنا على كل ما
جنيناهـ عليكـ ،،، نعم يا قلب العقل عضوٌ من الجسد إذا
أصلحنا كل شيءٍ فينا صَلُحَ هو و جميع الجسد و مهما جنينا
عليه فكل منا لابُد أن يحتمل الآخر و يسامح و يضحي و
يفعل كل ما فيه خير و صلاحنا سواء في الدنيا أو في الآخره ،،

تحياااااااااتي