عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-19, 09:41 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:45 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الــــدرس الثامن



بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .


هذا هو الدرس الثامن من دروس السيرة النبوية من كتاب :
《إسعاد البرية في السيرة النبوية》

----------------------------------------
غزا النبي ﷺ في صفر من السنة الثانية من الهجرة [ غزوة الأبواء ] .

وهذه الغزوة هي أول غزوة غزاها النبي ﷺ بنفسه الشريفة ...

وخرج مع النبي ﷺ المهاجرون خاصة .. وذلك ليعترضوا تجارة لقريش ..
ولكنه لم يكن قتال بين المسلمين والمشركين ...

ثم غزا النبي ﷺ غزوة بواض وخرج مع النبي ﷺ مئتان من أصحابه ..
وذلك ليعترضوا تجارة لقريش .. وكان فيها [ أمية بن خلف الجمحي ] ومئة رجل من قريش ...
ولكنه لم يكن قتال بين المسلمين والمشركين .

ثم خرج النبي ﷺ يريد [ كرز بن جابر الفهري ] .. لأن كرزا قد أغار على إبل ومواشي المسلمين .. فاستولى عليها .. فطلبه الرسول ﷺ ...

حتى بلغ واديا يقال له [ سفوان ] .. ولكن كرزا فات رسول الله ﷺ ولم يلحقه ..


وخرج معه ﷺ مئة وخمسون من أصحابه ..
وذلك ليعترضوا تجارة لقريش كانت ذاهبة إلى الشام .. ولكن المشركين غادروا قبل أن يصل إليهم رسول الله ﷺ ...
فلم يحصل قتال بين المسلمين والمشركين ...

ولما قدم رسول الله ﷺ المدينة جاءته قبيلة جهينة ..
فقالوا : إنك قد نزلت بيننا فاكتب لنا عهدا حتى نأتيك فتعطينا الأمان ..
فكتب لهم النبي ﷺ عهدا فأسلموا ...

ويحكي لنا [ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ] ما حدث في هذه السرية ...

فيقول : بعثنا رسول الله ﷺ في رجب .. في أقل من مئة رجل ..
وأمرنا أن نغير على حي من [بني كنانة] إلى جنب [جهينة] فأغرنا عليهم ...
وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة فمنعونا منهم ...
وقالو : لم تقاتلون في الشهر الحرام .. ؟
فقلنا : إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام ..
فقال بعضنا : لبعض ما ترون .. ؟
فقال بعضنا : نأتي نبي الله ﷺ فنخبره ..
وقال قوم : لا ؛ بل نقيم ها هنا ..
فقال سعد بن أبي وقاص وأناس معه : لا ؛ بل نأتي عير قريش فنقتطعها ..
فانطلقوا إلى العير ..
وانطلق بعضهم إلى النبيﷺ فأخبروه الخبر ..

فغضب النبي ﷺ غضبا شديدا ...
وقال : أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين .. إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة ..
لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم .. أصبركم على الجوع والعطش ...

فبعث النبي ﷺ [ عبد الله بن جحش ] ومعه اثنا عشر رجلا من المهاجرين ..كل اثنين يعتقبان على بعير .

فلما وصلوا إلى [ نخلة ] انتظروا عيرا لقريش .. وكان النبي ﷺ قد كتب [ لعبد الله بن جحش ] كتابا وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين .. ولا يستكره أحدا من أصحابه ..

ولما فتح عبد الله بن جحش الكتاب وجد فيه :
[ إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف .. فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم ] .

فقال عبدالله : [ سمعا وطاعة ]
ثم قال لأصحابه : قد أمرني رسول الله ﷺ أن أمضي إلى نخلة أرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر .. وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم .. فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق .. ومن كره ذلك فليرجع .. فأما أنا فماض إلى رسول الله ﷺ ...

ومضى رضي الله عنه ، ومعه أصحابه جميعا .. فلم يرجع منهم أحد ...

ولما كانوا في أثناء الطريق .. ضل بعير كان [سعد بن أبي وقاص] و [عتبة بن غزوان] يعتقبانه ...
أي يركب أحدهما تارة ويركب الآخر تارة ..

فتخلف سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان يبحثان عن البعير ..
وبعد عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ..

فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما ...
أي جلدا وتجارة .. فيها عمر بن الحضرمي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة ، والحكم بن كيسان ..

فتشاور المسلمون ...
فقالوا : نحن في آخر يوم من رجب ..
فإن قاتلناهم انتهكنا حرمة الشهر الحرام ..
وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم .. فلم نستطع أن نقاتلهم ...

ثم أجمع المسلمون على ملاقاة المشركين .. فرمى أحد المسلمين [ عمر بن الحضرمي ] .. فقتله ،
وأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان ، وهرب نوفل ...

ثم قدموا بالبع

ير والأسيرين على رسول الله ﷺ المدينة .. وعزلوا خمس الغنيمة لرسول الله ﷺ .. وقسم الباقي على أصحاب السرية ...

وهذا أول خمس في الإسلام .
وأول قتيل في الإسلام .
وأول أسيرين في الإسلام .

فأنكر النبي ﷺ عليهم ما فعلوه ، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا .

واشتد تعنت قريش وإنكارهم ذلك...
وقالوا : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام .. وسفكوا فيه الدم .. وأخذوا فيه الأموال .. وأسروا فيه الرجال .
فاشتد على المسلمين ذلك ..

حتى نزل قول الله تعالى :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ الله ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ }.

أي هذا الذي أنكرتموه عليهم يا معشر الكفار وإن كان كبيرة ...
فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه والفتنة التي حصلت منكم به .. أكبر عند الله تعالى من قتال المسلمين في الشهر الحرام ...

فلما نزل القرآن بهذا ؛ قبض رسول الله نصيبه من الغنيمة وبعثت قريش في فداء أسيريها ...

أما الحكم فأسلم فحسن إسلامه .
وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة ومات بها كافرا .

ولما ذهب عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه من الخوف حين نزل القرآن .. طمعوا في الأجر ...
فقالوا : يا رسول الله أنطمع ان تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين ؟

فأنزل الله سبحانه وتعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم ٌ} .

وكان النبي ﷺ يصل إلى قبلة بيت المقدس .. وكان يحب ﷺ أن يوجه إلى الكعبة ..
وقال لجبريل عليه السلام : وودت أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود ...
فقال له جبريل : إنما أنا عبد .. فادع ربك واسأله ..

وجعل النبي ﷺ يدعو ربه سبحانه وتعالى مقلبا وجهه في السماء ..

حتى أنزل الله سبحانه وتعالى :
{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ... }

وكان ذلك بعد ستة عشرة شهرا من مقدم النبي ﷺ المدينة ...

وكان لله عز وجل في جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حكم عظيمة ، ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين .. ليرى من يتبع الرسول ﷺ ممن ينقلب على عقبيه ...

فأما المسلمون فقالوا : سمعنا وأطعنا .

وأما المشركون فقالوا : كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا ..وما رجع إليها إلا أنها الحق .

وأما اليهود فقالوا : خالف قبلة الأنبياء قبله . لو كان نبيا لكان يصل إلى قبلة الأنبياء .

أما المنافقون فقالوا : وما يدري محمدا أين يتوجه .. إن كانت الأولى حقا فقد تركها .. وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل .

قال الله سبحانه :
{ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ }

وكان رسول الله ﷺ قبل فرض صيام رمضان يصوم يوم عاشوراء .. فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ..

فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ...

قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع بإذن الله....



د. خالد الجهني
( إسعاد البرية بشرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية )



#تعرف_على_نبيك
#السيرة_النبوية