عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-19, 11:35 PM   #1
عادل المومني

الصورة الرمزية عادل المومني

آخر زيارة »  03-14-24 (10:36 PM)
الهوايه »  لا اهتم بنشرها .

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حــوار على هامش الليل ...



هلا تريد الحقيقة ..!
اسمع يا صديقي ,, هل تدرك هذه الفجوة .. الفجوة بين الفكر والعمل , بين الصورة الذهنية والفعل ..

انظر , كم مرة ذابت توجهاتك لمجرد أن خطوت فوق واقعها ...!
كم مره سقطت توقعاتك حين نزلت لعتباتها ....!
نحن يا صديقي قد ينقضي سنين ونحن نؤمن بكذبة , عبث دون أن نختبرها في الواقع , وحين نختبرها ... نجد بأنها استحالت قطيعة وصدمة .... ليس الخللل بها ولكن هل حاولت يا صديقي أن تفعل أكثر من ما تتخيل ....!!

جميعنا يمتلك قضية ما يدافع عنها ويحميها , ولنجرب مثلاً فكرة وصمة العار , الجميع سيدعي أنه يقف مع الفقراء ويدافع عنهم ويريد لهم حياة كريمة ....ولكن هل حقاً نحن نعامل البائع المتجول او الخادم كما نعمل المحافظ أو رئيس البلدية ..! او حتى طبيب التقيت به بالصدفة ....!!
نحن يا صديقي نبني أوهام لكي نملأ فراغ الذنب ... ونشق الطريق لذاتنا من خلال ردود أفعال ليست نتيجة الفعل ذاته .....!!!
أما هؤلاء الذين تقمصوا السيريالية , وتقاسموا الثقافة مع العمل هم أصحاب المجد ....!!
إن التقيت يا صديقي بأحدهم ... قل لشعور الذنب شكراً .....!!

***

عاد صديقي منذ أيام من السفر, كان مدرس في أحد الدول العربية , وبطبيعة الزملاء المتفلسفون يتم نقاش الأمور بنوع من المجاز الفاضح ولغة العمق الصارخة , وكفرد يهيم بالتموضع والخوض بهموم الأمة قدنا النقاش تلك الليلة نحو الهاوية ,, وكأنها ينقصنا بعض الذهول .......!!
اعرب صديقي عن حزنه من تلك التجربة , بغموض معلن برر ذلك بسطحية الطلبة في تلك المدرسة وغياب الحاجة للعلم و رداءة العلاقات المهنية تحت وطأة ( جاملني بزبطك .)
رغم ان صديقي لم يمكث هناك طويلا بل عدة أشهر , ولأكون منصفاً أقر بأنه لا يمكن تعميم هذه التجربة على الجميع , فكثر هم السعداء في ذاك المكان .., ولكن الحوار كان حول النموذج العربي في أوطانناً ... حيث وأنت مغمض العينيين لا يمكنك أن تنكر الكبر والغرور الذي تراه في أوطانناً من الشعب ذاته , رغم وسطية المكانة واعتدالية الدين إلا أن الأمر فاضح ... وعند الضرورة .... نصبح جميعنا كبار , وأبناء ذوات , ولا نلتفت لمن خلفنا .....ألخ وكل هذه الادعاءات السخيفة البالية .... أقسم لي بأنه كان يرى أشخاص قد اختلقواصورة مختلفة او نوع جديد من البشر يتناسب مع حجم النقود التي يمتلكها .....
لذلك عندما وجهت له السؤال وقلت له : هل تعتقد بأنك ستحمل ذات المشاعر لو أنك كنت تدرس نفس نوعية الطلبة في دولة أوروبية ؟؟ أم أنك ستتحمل الحال ....!!
أجاب بابتسامة خجولة ... " همه في الغرب مش انهم ملائكة بس هناك عفويين وبسيطين وبعاملوك كبشر " .....!!!
بعد هذه الإجابة ساد صمت مطبق وكأن أحدنا قد أذى الآخر...


***

رغم انحدار قدرتي على الغزل وانزلاق قلبي عن مسير الهيام إلا أنني حين وقفت اتبادل الحديث معها وجدتني افقد وجودي وكأنني مراقب خارج ذاتي لمشهد بطيء هادئ ,
عندما غادرت استدرت بينما هي قد ذهبت فعلا خشيت أن أسألها بأن يهوذا الاسخريوطي هل قد وشى بي !!؟ ثم إنني يا بنت كنعان قد تم ذبحي منذ سنين , فكيف علمتني بأني ما زلت حي ...!!!

***



 

التعديل الأخير تم بواسطة عادل المومني ; 12-31-19 الساعة 11:47 PM