عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-20, 04:21 PM   #62
سعود .

الصورة الرمزية سعود .

آخر زيارة »  04-26-24 (09:38 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء التاسع

في أحد الأيام
فتحت عينيَ فجأة وأغلقتها مجدداً فقد كان الضوء مسلط على عينيَ، فتحتها مرة أخرى وأنا اسمع ذات الصوت الذي كان ملازماً لي وهو يقرأ القرآن من جديد، ألتفت إلى مصدر الصوت وإذا بي أرى عمي
وهو على نفس كرسيه المتحرك وهو يرتل القران كما كنت أسمعه، لم أشأ أن أقطع عليه تلاوته
وأنا أراقب عمي وملامح وجهه التي غطى نصفها بشماغه ولكن كنت ألمح ملامح وجهه وبعض من الطرف الآخر المحترق، كيف لشخص بهذا الوجه المريع والنظرات القاسية لديه هذا الصوت المريح.
رفع نظره إليَ يبدو أنه انتبه لالتفاتِ إليه وأعاد النظر إلى مصحفه وهو يكمل ما تبقى من الآية
ومن ثم أغلق المصحف وهو يضعه على الطاولة بجانبه
: الحمد لله على سلامتك.
: ماذا حل بي؟
: صدمه نفسية كانت على وشك أن تؤدي بك إلى النوم القهري، ولكنك تغلبت عليه بفضل الله ومن ثم بفضل
تلك الابر التي كانت تثير الإحساس بك
: هل كنت تعلم أني كنت أشعر بكم بعض الأوقات
: نعم _ وأشار إلى جهاز تخطيط القلب _ فقد كانت يتغير تخطيطه في حال أنك صحوت
ألتفت إلى حيث أشار إليه رأيت أني أرقد على سرير طبي وغرفة أشبه بغرف المستشفيات
: أين أنا الآن؟
: أنك في المستشفى؟
صمت وأنا أفكر ماذا حدث لي، قاطعني صوته: لا تفكر ملياً فيما حصل لك ستعود إليك ذاكرتك مع الأيام
: وهل أنا فاقد للذاكرة؟ أنا أعلم أنك عمي وأعلم عن أبناء عمي فارس وعبد الرحمن والمفتش حمد
ابتسم: وماذا بهم جميع ما ذكرتهم؟
صمت وأنا أفكر مجدداً: ماذا بهم فعلاً ...!
: مؤقته، وستعود إليك ذاكرنك بإذن الله فهي لمجرد الصدمة ولا تعبر فقدان دائم مع الوقت ستعود إليك
: هل تشرح لي ما حصل معي وكيف وصلت إلى هذه الحالة؟
أخذ هاتفه وهو ينظر إليه وكأنه يريد الاتصال بأحدهم: لا ترهق نفسك بالتفكير ستعود إليك مع الوقت
وأخذ يتحدث بالهاتف مع المفتش حمد
وما هي إلا لحظات قليلة حتى فُتح الباب وإذا بالممرضة والدكتور وهم يبتسمون إليَ
وجه الدكتور إلي أسئلة أجبت على بعضها والبعض الآخر لم أجب عليه
لم يزيد الدكتور على ما قاله لي عمي فأنا احتاج إلى بعض الوقت وستعود إليَ ذاكرتي
وأن هذا أمر طبيعي لتعرضي لصدمة كبيرة
ولكن ماهي الصدمة التي جعلتني هنا ...!

قطع عليَ حبل أفكاري دخول المفتش حمد وهو يسلم على عمي
ألتفت إليَ بابتسامه: الحمد لله على سلامتك يا آسر
هززت رأسي إليه وأنا استمع إلى حديثه مع عمي عن حالي وماذا قال الدكتور عني
وغططت بالنوم من جديد وأنا اراقب حديثهم
في الصباح استيقظت على فتح الباب فقد كانت الممرضة تريد عمل الفحوصات الروتينية من قياس ضغط
وحرارة وتغيير المحلول الوريدي، لم أرى عمي بجانبي كما كان بالأمس
بعد ساعة دخل عليَ عمي بكرسيه المتحرك ويقوده المفتش حمد
ألقوا التحية بعد أن وضع عمي ما بيده من أكياس لأحد المطاعم، تناولنا الإفطار وانا استمع إلى أحاديث عمي والمفتش حمد، رغم أني لا أستطيع النظر إلى وجه عمي رغماً عني، وهو وكأنه شعر بذلك فقد نادى على من هو بالخارج من رجاله وطلب منه الذهاب فقد طرأ له عمل، شعرت بالحرج وأنا أرى عمي يعتذر من المفتش حمد بعد أن ألح عليه بالجلوس قليلاً.
وما أن خرج عمي حتى قال المفتش حمد وعينيه على الفطيرة التي بيده: كان بإمكانك التصرف بلباقة أكثر
شعرت بالحرج أكثر وأنا أرى أن الجميع لاحظ تهربي وخوفي ربما أو تقرفي من وجه عمي.
حل الصمت وما أن أنهى المفتش حمد تناول إفطاره حتى استأذن فلديه عمل
ربما هو أيضاً غاضب من تصرفي الأرعن تجاه عمي، ولكنه خارج عن إرادتي شعوري اتجاهه

مرت أيام قليلة وبدأت استعيد عافيتي فقد وُضعت بغرفة غير عن تلك التي كنت أرقد فيها
كان عمي يأتي بين وقت وآخر
كنت أريد الاعتذار من تصرفي ذاك ولكنه لم يسمح لي ...!
ولكن مع مرور الوقت كنت أشعر بغرابة ما وعدم ارتياح لا أعلم ما مصدرها.
سألت عن أبناء عمي وعن صديقي خالد ولكن لم أعلم لم رأيت الارتباك بصوت المفتش حمد
ولكن عمي أخبرني أن أبناء عمي خارج البلد، أما صديقي خالد لم يجيب على اتصالاته.

اليوم خرجت من المستشفى وها أنا برفقة عمي والمفتش حمد فهم الوحيدان اللذان كانا ملازمان لي
طيلة أيام مكوثي في المشفى.
خرجنا إلى منزل اتضح لي أنه منزل المفتش حمد، اثارني الاستغراب ولم عمي ليس له منزل؟
توالت الأيام عليَ في منزل المفتش حمد لم يكن يفارقني فيها لثانية وكان هذا ما يخنقني كثيراً
أما عمي فقط مكث أيام ومن ثم ودعنا ليومين مسافراً فيها لإحدى الدول، طلبتُ منه أن اذهب معه
ولكنه رفض بحجة أنها سفرة علاج لتلك الحروق بوجهه.

في ظهيرة أحد الأيام وبعد أن تناولنا أنا والمفتش حمد غدائنا، وهو كما هي عادته ذهب إلى مكتبه أسفل المنزل كي يعمل بدأت أشك أنه جلب عمله إلى هنا فقط لمراقبتي
أما أنا فإما أكون في غرفتي أقرأ أحد الكتب، أو اشاهد التلفاز بملل، ولكن شعور عدم الارتياح آنذاك ما زال يرافقني وهذه اليومين بات يضيق عليَ أنفاسي وقد وضح ذلك من عصبيتي وتضجري الدائم من حرص المفتش عليَ.
بدون سابق إنذار شعرت بصداع فضيع حال من وقوفي لم أستطع اخراج صوتي ولا فتح عينيَ
وبعدها لم أشعر بشيء أبداً.

سمعت صوت من بعيد يناديني عليَ ويهزني بقوة على كتفي فتحت عينيَ وإذا بالمفتش حمد أمامي
: ماذا دهاك لقد كنت بخير قبل قليل
صمت قليلاً وأنا انظر إلى المفتش حمد ولم أجيبه، أبعدته عني بقوة ونهضت واقفاً وهو ما زال في مكانه
سددت له لكمة على وجهه وبسبب جلوسه ارتمى على الأرض، لم أسمح له بالحديث حيث سددت له لكمات أخرى وأنا اسأله لم كذب عليَ وتركني مع من هم بالسيارة
بعد أن تعبت ورأيت المفتش حمد أهلكه التعب فهو رغم بنية جسمه التي كانت أكبر مني بكثير
إلا أني قد تمكنت منه لأنه لم يكن يتوقع مني ردة الفعل هذه.
نزلت إلى أسفل وكان المفتش حمد ما زال في مكانه بعد أن جلس وهو يمسح الدم من أنفه
وهرعت إلى مكتبه الذي كان مفتوحاً وأنا أفتش بين أدراجه عن ضالتي وما أن رأيته حتى التقطته
وهرعت إلى حيث كان المفتش حمد
رأيت صدمت المفتش حمد من توجيهي للسلاح عليه
: لا تتهور ودعني أخبرك الحقيقة
: أي حقيقة تقصد، قتل خالد المزيفة أم سجنك إليَ أم تركي في تلك الاستراحة مع أشباه أبناء عمي
ام الأخيرة تعاونك مع عمي وجلبكم إليَ إلى مسرح الجريمة حيث الأموات فيها أحياء
والظالم فيها المظلوم ... عن أي وحدة منهم تقصد.
سند المفتش نفسه على الطاولة كي يقف: لا تتهور وتصبح بحق قاتل، فالسلاح لا يناسبك أبداً
: ولأنه لا يناسبني بدأتم بحذفي إلى أي مكان تريدونه دون وجه حق
:هل تركته وجلست كي نتكلم
ثقة المفتش في أني لن أقتله تغضبني كيف يعرفني إلى هذا الحد، فأنا كنت خائف من هذا المسدس الذي بيدي
سمعت صوت باب الصالة التي بالأسفل قد فتح، وما أن ألتفت إلى الوراء حتى انقضَ عليَ المفتش وهو يأخذ السلاح من يدي وهو يفرغ الرصاص الذي فيه: إن كنت لا تعرفه فلا تستخدمه فيُستخدم ضدك.
دففته إلى الخلف وأنا انظر من أعلى الدرج على من أتى؟
سلم عمي علينا ولم أرد السلام عليه
ألتفت إلى المفتش حمد الذي قال: لقد استعاد ذاكرته واستعاد عافيته
وهو يشير إلى اللكمة التي كانت بوجهه
لم يبد على عمي أي ردة فعل، بل على العكس وكأنه ارتاح فقد أزيحت العقبة منه
: أخيراً هل تجلس كي تسمع ما سنقوله
جلست بطواعية مكرهه، فهو رغم إعاقته وصمته لم تكن عقبة من حضوره الطاغي
تكلم مرة أخرى: هل تشعر بصداع؟
هززت رأسي بلا
: هل تريد أن أخبرك بما حصل؟
هززت برأسي بنعم فأنا لا أريد أن أقطع أي كلمة من تلك اللحظة التي انتظرتها لسنوات عدة
: هل ستتحمل لو ذهبت بك إلى ذاك المكان حيث كان الجميع فيه!
هنا تكلمت وقد مللت من تلك الأسئلة
: نعم
أشار عمي على من يقوده إلى الخارج وخرجنا معه أنا والمفتش حمد، ركبنا السيارة وطلب عمي
ممن يقود السيارة إلى الذهاب به إلى ذلك المكان
ومع كل إشارة كنا نقف فيها، كان قلبي يخفق بشدة وأنا ادعوا الله ألا يحصل معي شيء
يعيق من وصولي إلى الحقيقة.
وبالفعل ما أن وصلنا إلى المكان المطلوب كنت أسابق عمي ومن معه بالمشي
وفي كل مرة يشير إليَ إما المفتش حمد أو من مع عمي
بأن الطريق ليس من هنا وأمشي إلى حيث يمشون هم.

وها قد وصلنا إلى ذلك الباب
توقفت على خلاف ما كنت عليه قبل قليل، ولم يتكلم أحد معي
أغمضت عينيَ بشده وأنا ادعوا الله أن يقوي قلبي ويجعلني أتحمل إلى أن افهم ما حصل معي
فتحت عينيَ وأنا أرى عمي ينظر إليَ وكأنه ينتظر مني الإشارة إلى الدخول
أشرت إليه برأسي وقام هو الآخر بالإشارة إلى أحد من هم معه بفتح الباب
دخلوا جميعاً عداي أنا وعمي الذي طلب مني أن أقوده إلى الداخل بعد أن دخل قبله من كان يقوده بأمر من عمي
قدت عمي إلى الداخل وكان الحال كما هو عليه
لم أستطيع النظر إلى ممن هم فيه
فالمنظر غير مؤهل للنظر إليه، وقد بدت على ملامحهم ومنظر ثيابهم التعذيب البشع
ألتفت إلى عمي والذي كان يقول: سأبدأ مع خالد _ وهو يشير إلى شخص أبعد عنه أن يكون صديقي خالد _
هذا هو من أشار إلى القاتل أن يرمي بجثة المقتول بعد حرق جثته، بفناء بيتك فهو الوحيد الذي يعلم تفاصيل بيتك
ومن بعدها _ وهو يشير إلى الآخر _ ومع من هو أشار إلى من في المركز بالدكتور النفسي المجرم الآخر (أحمد) ومن بعدها نبدأ بالدكتور الذي استخدم مجاله في تلك الجريمة (دكتورك النفسي)
ومن بعدها إلى من قال إنه ابن عمك المزيف وهو من حرض المركز بسبب مركزه المزيف والذي ساعده من هم في الأعلى في المدينة وانتحاله لشخصية أخرى إلى الذهاب بك إلى المصح النفسي أو إلى الذهاب بك إلى القاتل الحقيقي
والمجرم الذي رتب كل تلك الجرائم _ ابتسم بغضب وهو يشير إلى أحدهم قد امتلئ وجهه بالدماء
ابن أخي (فارس)شبيه أبيه.
رغم تلك التفاصيل المرعية والصادمة إلا أني لم أتفوه بكلمة واحده أحث عمي على مواصلة ما بدأ به، وكأن الله استجاب لدعواتي ولم أبدِ أي ردة فعل منطقية ِلم اسمعه الآن.
أكمل المفتش حمد حديث عمي: نعم فابن عمك خدعنا في البداية واظهر لنا أنه يريد انقاذك من عمه القاتل
والذي كان يعلم أنه بإحدى المراكز النفسية مركون هناك، ولقد كنت معه في البداية وصدقت أنك المجرم
ولكن قدرة إلهية شاءت أن ابحث عن شجرة عائلتكم فأنا لا أريد أن أظلم أحداً، ولا أخفيك رغم قسوتي عليك في المركز إلا أن هناك صوت داخلي يقول إنك على حق لذا اتبعت حدسي وبدأت بالبحث وحدي
وعندما توصلت إلى أنه لديك عم هناك لم نكن نعلم عنه شيئاً، تواصلت مع المركز هناك وطلبت منهم ارسال تقرير طبي يفيد عن حالة عمك، أخبرني الدكتور المختص بحالة عمك أنه يقطن في المستشفى لسنوات عده
لم يتواصل معه أحد إلا أن شخص يدفع للمركز ثمن إقامة عمك هناك، طلبتُ منهم رقم ذلك الشخص ولكنه رفض بحجة لا بد من إرسال أوراق رسمية توحي أنى من جهة حكومية ورسمية ولا بد من الموافقة عليها في مركزهم حتى يتسنى إليه ارسال ملف عمك وكشوفات من يدفع لعمك، وأن ما أخبرني به ما هي إلا رأفة بعمك لأن الذي كان يدفع له شهرياً تأخر على الدفع خمسة أشهر.
طالت الأوراق وقد كنت مشرفاً عليها لأني كنت أرى بعض الغرابة من جريمتك فهناك أوراق تختفي
وكانوا يريدون أن يسرعوا من تنفيذ الحكم ولا أعلم ما لسبب وهذا ما أثارني للبحث بشكل دقيق وسري
مجدداً، تم رفض اعطائي ورقة أستطيع من خلالها مراسلة المركز وتمكنهم من ارسال ملف عمك
شعرت باليأس حاولت التواصل مع أبناء عمك ولكن لا مجيب، وبعد مدة ليست بطويله أتاني اتصال من ابن عمك عبدالرحمن والذي من حسن المصادفة أنه يعمل بنفس مجالي، وقد سألني عن سبب اتصالي وأنه كان خارج الدولة لعمل ما، أخبرته عنك كمجرم ولم ألمح لما توصلت إليه أبدا بالبداية لم يكترث بما أخبرته ولم يساعدني بشيء وبعد اسبوعين اتاني اتصال منه وأخبرني بأنه يمكنه مساعدتي وهو من حبك الخطة كي يعرف من الفاعل لأنه لا يعلم عن وجود عمك في المصح