عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-20, 03:23 AM   #8
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (09:37 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



((ابتهال))
((1))
يا لله يا معبود يا رازق الطير
يا عالم بضيق الفؤاد وكدوره

((2))
اسألك يا رحمن فك التعاسير
خارجنا من كربة زمنا وجوره


تبدأ أبياتك بابتهال ودعاء متوجه لرب السموات والأرض ، وما أعظم الافتتاح الإنسان في أشد حالات العسر يلجأ لله ، صحيح باب السموات مفتوح بكل حالات الإنسان ، لكن طبيعة الإنسان العادية أن وقت العسر الأكثر توجها ؛ لأن الإنسان يكون في أضعف حالاته ، لذا يستمد قواه من تلك الدعوات ، جميل جدا ، كما إن التوجه لله يلفت لتعظيم من يلجأ إليه الإنسان كمصدر شد للأزر ومصدر قوة ’ ولا يوجد أقوى من رب العباد ، فهنا وضع الثقة بمن هو أهل لها ’ رائع جدا ، تبدأ بسرد أسماء الله وصفاته (( الله )) ، (( معبود )) ، (( رازق )) ، (( عالم )) ، (( رحمن )) ، كل تلك الألفاظ وتركيزها في بيتين متتالين بتلك الحرفية والصياغة الجميلة ، تدل على ذكاء التمكن ، فالدعاء قيمته في انتقاء الألفاظ ، والتأدب مع الله " عز وجل " ، الدعاء من آدابه الإلحاح والتكرار ، هنا أجدت وبشدة بشكل يجعلك تقرأه بروحانية كبيرة ، فترجو من الله ، ذاك الوحيد المستحق بالعبادة ’ ففعلا العبادة تكون من مخلوق لخالق لذا أجدت باختيار صيغة التوسل ، ومن ثم تؤكد إنك توجهت له من باب الإقرار بالعبودية له ، فالنداء موجه له ’ وأين الروعة الأكبر ؟؟؟ استخدامك أداه النداء ((يا)) هذه الأداة للمنادى القريب، لأنه لو كان بعيد نستخدم ((أيها))، فكم أنت متمكن جدا في اختيار الأداة، لأن الدارج " إن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه "، وفعلا الله قريب من الإنسان هو أقرب له من نفسه، وهو أحن عليه من والدته، لذا كم راق لي هذا التوجه بصيغة النداء، بالأسلوب الإنشائي الطلبي، ثم بعد ذلك تنتقل بصفته جل وعلا ((الرازق)) هل الله بحاجة أن نذكره بأنه رازقنا؟؟؟ بالطبع لا، لكن استخدام الصفات من تأدب المسلم مع ربه، ومن حسن الظن بالله، لها له الأسماء الحسنى ندعيه بها، فهنا الدعاء بأنه ذاك الذي يرزق الطيور، وهي في أعشاشها، تغدو خماصا وتعود بطانا، يرزق الكائن الذي لا حول له ولا قوة، كأنت اليوم تحتاج تفريج الهم، تحتاج أن تُرزق بالفرح وما أجمل الانتقاء، متمرس أنت أين العجب ؟؟؟ ’ ثم تؤكد على صفة واسم (( العالم )) هنا بلغت ذرة الانتقاء الراقي ، صحيح نحن نشكي للناس همنا ، تعبنا ، وقد يقاسمونا لحظاتنا ، وقد يشعرون بإحساسنا ، لكن لن تصل لدرجة الخالق الكامل بالعلم ، فهو يعلم مقدار الضيق بنفسك ، ويعلم ما بك من كدر وغم وضيق ’ يعلم بما كدر صفاء حياتك ، حتى بدت لا تطاق ، لا يوجد فوق درجته العلمية درجة ، فالله امتلك المطلق الكامل من العلم ، رووووعة ، لحظة لفتتني كلمة (( كدوره )) طبقا بذاك الضمير المستتر العائد على (( القلب )) كلمة الجمع هنا للكدر ، تضاعف حمل الحزن ، تعطي تصور أعمق للحزن ، هذه الكلمات المنتقاة بها شي من التفرد اليوم أراه ، واللهي أبدعت بها ، فهمك كبير أكبر من أن تعبر عنه كلمة بصيغة المفرد ، طيب يا شاعرنا أنت هنا متفرد إذن وتستحق .
ثم بعد ذكر المقدمة اليسيرة شكليا، العميقة معنويا، تبدأ بسؤالك، ماذا تطلب من الله " عز وجل "؟؟؟ تطلب منه حل معضلة العُسر، فإن مع العسر يسرا، ومن يرزقك؟؟؟ الخالق وحده القادر على تغير حالك من حال إلى حال، وحده القادر على إخراجك من الحالة التي أنت بها ، من هذا الزمن الظالم الذي لا تراه منصفا بل جائرا ’ يرمي عليك بالكرب ’ وفي الحقيقة أن الدارج هو رمي الزمن بتلك الصفات من الزمن الذي لا يرحم ، من زمن قل خيره ، وفي الحقيقة الأكبر إن قاطني الزمن هم من يتحكمون بصروفه ، هنا أتذكر قصيدة الإمام الشافعي " رحمه الله " عندما قال : " دع الأيام تفعل ما تشاء " وكأن الأيام هي التي بيدها الأقدار ، وفي الحقيقة يعني أهل الزمن لا الزمن ذاته ، هنا أنت قاربت الإمام الشافعي في هذه الصفة كدع الأيام ،،، ألم أقل أنك اليوم أعلى مستوى ، وهذا شيء يحسب لك وبشدة ’ تعلم لو فقط سردت بيتي المقدمة لقلت : إنها تزن قصيدة كدع الأيام ، وما أجمل ما سردت بهما ،،، ابدعت وامتعت