01-29-20, 03:39 AM
|
#12 |
| ((سطوة الذكرى))
((5)) امسيت في راسي تقلب تفاكير
واشوف في عيني للأحباب صورة
((6 )) امسيت ودموع عيني محادير
اكتب ودمع العين يمحي سطوره
ثم
منذ تلك البارحة ، وبعدها ذاك النهار بيومك ، لم يكن المسا أفضل حالا في تغير الحال ، بل على العكس تماما نالت جيوش الهموم مرادها ، واقتنصت هدفها ، فكان من التأثير عليك ما كان ، بالغ الأثر ، تلك الجيوش التي تمثلت بأفكارك ، باستدعاء ذكرى نورا ، أو بوجه أدق بتقليب مواجعك بها، فلم تكن ذكرها راحلة
لتستدعيها ، بل هي كامنة ساكنة محلها القلب ، إنما بدأت الأفكار تنسج الذكرى التي ظلت من بقاياها الباقية ، تلك الأفكار التي تتمثل أمامك ، وكأنها شريط صور يعرض أمام عينيك ، فكل حواسك مسخرة في تلك اللحظة ، تستجمع كل قواها وتشحذ كل نفير في سبيل استعادة أدق تفاصيلها ، أوقات الحنين ، في وقت خلوتك بالذات ، لاسترجاع المحبب منها ’ لمن ملكت قلبك ولا زالت ، لتلك الراحلة جسدا ، الباقية كروح بك ’ لهذا كان الدمع خير وسيلة للتعبير ، وأقرب الوسائل للمواساة ، وأصدق شعور يلامس الحسي منك ، بسكب المدامع ، وكانت تلك الدموع كالمنحدرة من الأعلى كشلال اطلق العنان لمجراه فنساب بشكل متواصل غزير ، من فرط ألمك ،
من فرط الحنين و الشوق الذي أضناك روووعة ، وهنا تجود قريحة الشاعر فالشاعر هنا يبحث عن متنفس له ، عن ما يفرغ من خلاله طاقته هناك ألم ، هناك هم وغم ، هناك غضب ، ولا بد من متنفس ، وبما أن أداة الشاعر مداد قلمه ،
وصفحات قرطاسه و ورقه ، عبر بها ، لكن كان مصيرها الامتزاج بالدمع ، فالحزن شديد ، لذا انسكبت الدموع على الورقة لتمتزج بالحبر ، وتمحو ما كتب الشاعر ، حتى الجمادات تشارك الإنسان لحظات حزنه ،
تماما كما تشاركه فرحه ، كذلك كان ورقك يتلقى آهاتك ، ويحاول أن يمحو ما كتبت لأنه مؤلم ، شعر به ورقك فتمنى أن يكون كأطلال دارسة ، لكن هيهات أن تمحى الكلمات ، فإن محيت من الورق ، ظل قلب العاشق حافظ حارس أمين عليها ، و أبدعت ،،،
|
| |