عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-20, 04:17 AM   #12
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (08:09 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المجموعة الأولى


((دمع وأسى))


((1))

يهل الغيم دمعه والألم سكين
تجرح ملامح هالسما دمعة الياس


((2))

أشوفها تشكي ولكن على مين؟
يوم الدموع تدوسها أغلب الناس


((3))

ألا يا سحايب خلي الدمع بعدين
لأن البشر صاروا بدون إحساس


((4 ))

خليني أعيشك محبرة بالدواوين
ولغير رب الكون ما نحني الراس



هذه الدفعة الأولى من الأبيات والتي سكبتها دمعا وألما وجرحا ،،، إن كان التاريخ شاطرك حزنك في مدخلك ،،، نجد إن السماء والسحب والأرض مكونات الطبيعة تشاركك هنا الأسى والحزن ،،، وقع مصيبتك كبيرة جدا لدرجة كل تلك العناصر تجتمع على حزنك وآساك ’’’

قبل أن أخوض في تفاصيل الأبيات الصورة التي رسمتها بمشاركة الطبيعة ومشاطرتها حالتك هي إبداع فني بحد ذاته ،،، حيث أبرز العالميين عند إخراجهم ورسمهم روايات وقصص وقصائد دائما ما يلجؤون للطبيعة ،،،

فيجعلون أجواء السماء ترعد وتبرق و تسقط أمطارا غزيرة وكأن الأجواء ترسم حزنهم وتستعرها وتشاركهم في البكاء ،،، وتعبر عن ما بداخلهم من أسى ومن ألم فتجد السماء ترعد وتبرق معبرة عن ألمهم وغضبهم واحتجاهم وقلة حيلتهم ’’’ وتجد المطر المنهمر بشدة هو حزن هلت السماء من المآقي ،،، مبدع وفنان في التعبير أنت ،،، وهو إبداع فطري يمتلكه الشعر بحسه رااائع جدا ،،، وعندما أقف على الأبيات سنرى روعة كل بيت بل حقيقة كل فريدة من الفرائد ،،،

تقدمت هذه الأبيات بصورة الدمع الذي يهله الغيم أو السحاب ،،، هنا كأن المطر كان تعبيرا عن ذلك الانسكاب في أمطاره ،،، فهلت الدمعة نتيجة الألم القوي الذي لم تتحمله غيمة ،،، أُثقلت حمولتها ففاضت دمعتها ،،، وكان مجرى تلك المدامع التي سالت على وجنتي السماء متخذه مجراها حفرت وجرحت وعلمت على وجنتي تلك السماء روعة روعة روعة في هذه الاستعارة التي أوردتها هنا وكيف أن السحاب شكلت العيون والسماء الوجنتين ،،،

وفعلا الدمع لما ينحدر بشدة ،، ويجري على السواطر يعلم ويؤلم ،،، لأن دمع الحزن أشد ملوحة من دمع الفرح فتجده يؤلم الوجنات بحرقة ،،، وكأنه جرح ،،، ولكن الجرح هنا أقوى فهو كسكين تطعن تلك الملامح ،،، فتصل لدرجه التشوه ،،، من فرط الألم وقوته وكأنه طعنات على الوجنات ،،، وكأن حبات المطر التي رمزت لها بالدمع باتت أداة حادة كالسكين تشق طريقها بجرح وكم هنا التصوري الحسي يعمق من استشعار ذلك الألم الذي ابدعت وبشدة في تصويره واللهي احتراف و تمرس هنا ،،،


لكن

هذه الدموع قد أثقلت وانهكت حاملها (( الغيم )) حتى لم تقوى وسقطت هي دموع سببها حالة القنوط واليأس الذي لا يرجى معه أمل ،،، وكأن الجرح هنا تولد عن حالة ميؤوس منها ،،، وكأنها بلغت لحدها الأقصى ولآخر أسبابها التي افقدتها إمكانية وجود حل لها ،،، تلك هل كانت حالة الغيم بالفعل ؟؟؟ بالطبع لا فالسماء كجو مناخي تمطر ولكن لأن إحساسك وقتها كان بحزن شديد كان التعبير بتلك الطريقة وكأن السماء عبرت عن حزنك وشاطرتك البكاء، وذلك الإحساس كسكين حادة تجرح، ما هو إلا انعكاس إحساسك بالألم وكأنه ألم وقع الطعنات على الوجنات ،، وما انعكاس ملامح السماء إلا كمرآة لملامحك فالحزن حزنك والألم ألمك والإحساس إحساسك والتعبير مشترك الله والله ,,,


ثم
تلك المدامع تصاحبها شكوى ،،، من سبب الألم ،،، من قوة الطعنات ،،، ومن يأس ،،، وهنا تأتي بالأسلوب الاستفهامي هي تشتكي لمن ؟؟؟ تبث همومها وتسردها لمن؟؟؟ هنا استفهامك للاستنكار ،،، فأنت تستنكر وتعيب عليها أنها تشتكي للبشر ،،، فكان مصير دمعها عدم التقدير فالمطر مسكوب على أرضه والأقدام تدوسه بلا رحمة ،،، لعدم المشاركة في مشاطرة الألم ومحاولة التخفيف من شدة الطعنات تلك ،،، لهذا تطلب من السحب أن تكف الدمع ،،، أو أن تأجله علَ الزمن يجود بمن يقدر الدمعة فيكفكفها ،، أو يحس بألمها فاليوم في تلك اللحظة رؤيتك السوداوية وجدت إن الناس فقدوا المشاعر فلم يعد هناك الاكتراث بالحزن والاهتمام بمواساة الحزين ،،، وكأن الإنسانية قد سُلبت من إنسانيتهم ،،،

وهل هذا صحيح إنه لم يعد هناك بشر يشعرون ؟؟؟ بالطبع لا ،، ولكن ذلك حالك أنت فأنت ترى دمعك غالي بل غالي جدا وكأنه غيم عالي سامي المقام ،، ولم تجد من يشاطرك ذاك الحزن ،، أو يستشعر بأهمية ألمك وكأنهم يستصغرون من شأن تلك الأحاسيس ،،، لأنهم ببساطة لا يحسون ،،، لكن هنا بالمعنى الأصدق لأنهم لم يمروا بنفس التجربة ،،، فالنار تحرق رجل واطيها ،،، وصاحب الألم والتجربة هو الأكثر إحساسا بألمه ،،، لتعي الحزن يجب أن تمر بنفس التجربة ،،، لتحاكي الألم يجب أن تعيش الفقد بشكل أو بآخر ،،، تعبيرك هنا يكمل الرائعة من المجموعة جدا روعة ,,,


ثم

تخاطب دموع السماء ،،، تخاطب الأمطار ’’’ تخاطبها وكأنها دمعك أنت ’’’ بدليل كلمة " خليني " تلك الياء المنسوبة لك ،،، هنا تطلب من تلك الدموع أن تترك تعيش حالة حزنك كشاعر يحفظ سره في دواوينه الله على المعنى في هذا البيت ،،،

أين تكمن روعته ؟؟؟

تكمن روعته في تصويرك كل الدمع ذاك " حبات المطر " لم تكن إلا دمعك المنحدر ،،، وكأن الحزن من فرطه وشدته قد باح بمكنونه فذرف الدمع بعلانية أمام العالم والعالمين ،،، لهذا كان الرجاء أن تحصره بينك وبين ذاتك هذه الروعة الأولى ،،، والروعة الثانية الجميلة جدا جاءت في (( محبرة الدواوين )) الشاعر يعبر بقصيدة ،،، أنت لم تقل حبر قصيدة ,,, ولا ديوان لا قلت " دواوين " معنى ذلك أنت شاعر متمكن جدا ’’’ كي يصدر الشاعر ديوان واحد فهي تجربة ،،، لكن أنت تجمعها لدواوين هذا يعني أنك شاعر عالي المستوى ومتمرس و كلمتك الشعرية وجدت صداها ’’’ بل الناس مقبلين عليها ’’’ لأن الشاعر لو فشل ديوانه الأول قلما ما ينتج ديوان آخر ’’’ أبدعت هنا وللصدق أنت شاعر دواوين وتستحق حقا وليس مجاملة ،، عسانا نشوف لك دواوين في سوق الشعراء المتمرسين ,, وعسانا نشوفك شاعر منصات فمثلك أهلا لها ولها ,,,

ثم
نأتي بعبارة تعبر عن المعنى " الشكوى لغير الله مذلة " تلك العبارة التي جاءت في آخر هذه الباقة والمجموعة من التعابير ،،، فالإنسان عادة وفي حالات الحزن يقول تلك الجملة عندما ييأس من تجاوب من حوله ،،، لذا يقولها ،،، لأنه في الواقع نعم والنعم بالله ،،، لكن الإنسان أيضا وقت حزنه يحتاج لمن يشد أزره ،،، ويقف بجانبه ،،، ليس عيبا ولكن لأن طبيعتنا البشرية متصفة بالحاجة للآخر ،،، لأننا خلقنا وفق منظومة كونية للتعارف والتعاضد والتعاون ’’’ كلنا نحتاج في لحظات ضعفنا من يشد على أيدينا ’’’ وأنت أبدعت أبدعت أبدعت في هذه المجموعة الأولى وبشدة ’’’