عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-20, 04:23 AM   #14
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  يوم أمس (08:19 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المجموعة الثانية


(( وسط برلين ))



(( 5 ))


باكر بتظهر لنا شمس المحبين
وبنعرف إن أحزاننا مالها ساس



(( 6 ))

آه يا دمعةٍ هليتها بوسط برلين
تسوى جميع الجواهر والألماس



والآن ننتقل لباقتك الثانية، لمجموعة أقل عدا، لكنها ليست بأقل مكانة ومعنى وعمق، العنوان ضمن تلك الأبيات، ولم أجد أروع من العنوان ذاته لتتقلد به تلك المجموعة (( 2 )) ،،،

تبدأ بالباكر ،،، والباكر هنا أو الغد ليس الغد المتلازم 24 ساعة ،،، الباكر متعارف هنا أنه المستقبل القريب ،،، لن يستغرق الأمر وقتا طويلا ،،، ستشرق حياتك من جديد ،،، وكم هنا أجد عوامل الطبيعة داعمة لمشاعرك في هذه القصيدة بشكل رائع ،،،

كل الطبيعة بمكوناتها سُخرت كترجمان للمشاعر ،،، ما أجمل أن نحرك الأمور الجامدة ونسبغ عليها الحياة ،،، تبدو نابضة ،،، فأملك بتغير حالك أن الحب سيعود لمجراه الذي كان عليه ،،، أمل ينبض بالحياة هنا ’’’

وأرى ما شاء الله الدقة في اختيار المعنى وتوظيفه ،،، دائما الشاعر المتمرس لديه قدرة على الانتقاء بشكل عفوي ،، لننظر هنا كيف ؟؟؟ انتقاء لفظ (( الشمس )) : الشمس تعني يوم جديد ،،، عمل من باب أن النهار باب السعي ،،، لذا تبدل الأحوال يأتي مع الشروق ،،، عكس الليل مثلا : الليل للسكينة ،،، للراحة ،،، لخلوة الذات بالذات ،،، لذا الليل يناسبه السكون ،،، حيث السبات ونقيضه السهر والأرق ،،، حيث توقف الأمور ،،، وتلك آية الكون ،،، بين معاش ولباس أشاره للنوم والراحة ،،، لذا أنت هنا مبدع وتم البرهنة آنفا ،،، تأمل بالعودة للحب الذي كان ’’’ وتنقشع الغيوم الملبدة التي كدرت صفاء الحياة حياتك مع من تهوى ،،،


تأمل أن يأتي ذاك الغد القريب مستقبليا ،،، وتعتبر هذه الأيام التي تمر بها في الوقت الحالي مجرد ذكرى ستضحكك حينها حيث أحزانك ليس لها أساس ؛ كانت مجرد تصورات ،، خيالات ستتلاشى وكأنها لم تكن كاليوم ،،، جميل أن يزرع الإنسان في دربه الأمل ،،، والأجمل حُسن ظنك بالقادم من القدر ،،، فكثير من أمور الحياة مرهونة بالمنطق ،،، وبالتصور لذا من الحديث القدسي عن الله " عز وجل " قال : " أنا عند حُسن ظني عبدي بي " ذلك الأمر بحد ذاته يجعل التكيف مع الواقع والتعامل معه أجمل ،،، وأنت رسمت ذلك من خلال البيتين الأوائل هنااا فما أتعس حياتنا لولا فسحة الأمل ،،، أقول أبدعت مجددا ولن تفي

ولكن


هنا تذكر ماذا حدث في برلين التي أرى فيها ولادة وموت ،،، برلين مثلت ذكرى رائعة يوما ما وما وراء سطورها يوحي إن ولادة مشاعر كانت في بقعة ما وسط تلك العاصمة الألمانية (( برلين )) ،،، كانت أجمل الأحداث ،،، كما إن تلك الذكرى اليوم ،،، ذاك المكان بوسط برلين مثل مصدر ألمك : فطفرت دمعة على ما كان حيث غُيبت تلك الذكرى ،،، ولم يبقى منها إلا أطلال تراها ،،،


ولفظ (( آه )) يناسب الألم والهم والغم الشديد ،،، تلك الآه اطلقتها متنهدا بشكل دمعة طفرت من العين ،،، خانتك قواك ،،، فمشهد الذكرى أقوى من القوة الصلبة ،،، المكان له وقع ،،، وقوة حضور في النفس لا تستطيع تجاهلها لأنها ترتبط بمشاعر القلب ،،ن كيف للإنسان إذن أن يتحكم في كمية المشاعر التي تربطه بمكان ،،، وُلد به الأجمل من العواطف التي حركت القلب ,,, كم أجد وتيرة الأبيات هنا تصاعدية بجماليتها ،،، بحزنها ،،،
لحظة


(( وسط برلين ))
برلين بعيدة عن البيئة الشرقية، لا تناسب بيئتها يطلق عليها العرب (( غربة )) و غرب ويقال في الدارج (( الغربة كربة )) لكن لنتأمل هنا ،،، لنمعن النظر لنستشف ونقرأ ما خلف السطور


هل كانت الغربة مقيتة ؟؟؟ على العكس تماما ،،، كانت الذكرى الأجمل ،،، إذن ليس شرط أن العام هنا صحيح ،،، فهنا حالات خاصة ،،، مثلت بها الغربة ولادة وطن داخلك ،،، أضحت هي تلك الذكرى الجميلة ،،، وطن لا أعني به برلين بل ولادة العاطفة المرتبطة بالمكان ،،، أبدعت : نعم نحن نحب الأماكن أحيانا ونرتبط بها ،،، لأنها ترمز وتعني لما وجد بها ،،، والعاشق والمحب ماذا يملك أكثر من ولادة حبه ،،، ونبض قلبه ،،، هنا ضاعف حب المكان ،،، وعادة المكان الأول يكون له منزلة خاصة تختلف عن كل المواقع ،،، هذه القصيدة تُخبر أن ليست كل غربة كربة أبدعت بشدة ،،،

لنأتي الآن لنهاية هذه المجموعة تلك الدمعة كانت أغلى من الكنوز : الجواهر والألماس ،،، دمعة الرجل تحدثت عنها سابقا ،، لكن بصيغة تكميلية هنا : دمعة الرجل غالية عليه جدا ،،، وتعز على محبيه بشدة ،،، والمعتاد أنها لا تنزل لسبب تافه لذا قدرت الدمعة بالغالية جدا ،،، ولنردف نحن في عادتنا تعلمنا أي شخص مهما اختلف جنسه ويعز علينا نقول له : (( لا تبكي ترى دمعتك غالية علينا )) أو بتعبير آخر (( تعز عليّ دمعتك )) أو (( أفا ما عاش من يبكيك )) فكيف عندما يهلها رجل يعتد بذاته ،،، ويرى إنه كان يمتلك زمام دمعته ،،، فاليوم لم يستطع السيطرة عليه ،،، وكأن مشاعره خانته ،،، بتحريكها ،،، رغم أنه ليس من العيب أن نسكب الدمع على من يستحقون ،،، حتى وإن لم يكن كفاية أن النفس لا تهن على ذاتها ،،، النفس العزيزة صعب تهون على ذاتها ،،، لكن للحب والعواطف قدر وقوة تفوق قدرة البشر ،،، القلب يحكم العقل لهذا كانت هزيمة أشاوس عند كلمة العاطفة ،،،

و أبدعت جدا في هذه المجموعة ،،،