عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-20, 08:19 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قــال تــعــالــى :

{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

[سورة البقرة : 261]

هذا بيان للمضاعفة التي ذكرها الله في قوله

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً

وهنا قال:
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله )
أي: في طاعته ومرضاته
وأولاها إنفاقها في الجهاد في سبيله

( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة )
وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل
الذي كان العبد يشاهده ببصره
فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته

فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان
فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة بها
مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة

( والله يضاعف )
هذه المضاعفة

( لمن يشاء )
أي: بحسب حال المنفق وإخلاصه وصدقه
وبحسب حال النفقة وحلها ونفعها ووقوعها موقعها

ويحتمل أن يكون
( والله يضاعف )
أكثر من هذه المضاعفة

( لمن يشاء )
فيعطيهم أجرهم بغير حساب

( والله واسع )
الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل ولا يحفيه سائل

فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة
لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء
على كثرته

ومع هذا فهو
( عليم ) بمن يستحق هذه المضاعفة
ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها
لكمال علمه وحكمته.

[تفسير السعدي رحمه الله]