الأخ أحمد العالمي,
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التنمر سلوك موجود منذ الأزل و ليس وليد هذه الفترة.
موجودة دراسات ميدانية و كتب علمية حوله تُدرّس في أكاديميات علوم النفس، الإجتماع و التربية في أوروبا و أمريكا.
غير أنه بدأ الإهتمام به في الآونة الأخيرة في الدول العربية.
و ذلك بسبب " The individualism / L'individualisme / الفردية" اللتي بدأت تتطور وسط المجتمعات العربية.
بدأ الفرد يخرج من ثقافة الجماعة إلى ثقافة الفرد.
أبسط مثال:
لو نصحت بنت شبه عارية في الشارع أن تتستر.
سترد عليك: و أنت مالك؟ حياتي و أنا حرة فيها.
و هذا جعل الفرد يهتم بنفسه كفرد و يهتم باحتياجاته الفردية أكثر.
و هذا عزز عنده الإحساس بعدم تقبل أي شيء يمس خصوصيته كفرد و منها التنمر.
و من هنا بدأث الثورة ضد التنمر. و أصبح الفرد لا يتقبل التنمر و بدأ حوله الكلام و النقاش.
و بدأ الوعي به كسلوك يمس الفرد في عمق فرديته.
ماهي الاسباب؟
من يتنمر هو ببساطة شديدة شخص لم يجد من يربيه تربية سويّة,
هو شخص غير سوي نفسيا ،هذا مؤكد و مفروغ منه،
بالإضافة إلى فئة من هم نرجيسيين منحرفين عندهم جنون العظمة يستمدون قوتهم من سحق الآخر نفسيا.
ماهي المخاطر المترتبه عليها ؟
الطفل يفقد الثقة في نفسه للأبد إذا لم يتم معالجة الوضع فور وقوعه.
ينعزل ينطوي على نفسه ، يتراجع في دراسته، يمرض ب Boulimia أو Anorexia
و يصبح عدواني , يصبح غير قادر على الدفاع عن نفسه , يسرق و حين يكبر تصبح لديه نزعة إجرامية كانتقام مما حصل له في صغره
البالغ ممكن إذا عنده ثقة في نفسه سيتجاوز الموضوع,
لو ثقته مهزوزة ممكن ينعزل، يكتئب ، و في أقصى الحالات ينتحر.
كذلك هناك حالات لفتيات غير واثقات في أنفسهن يلجأن للتجميل كوسيلة لإيقاف التنمر
و لا يتوفن أبد ا حتى تصبحن مشوهات.
ماهي الحلول وطرق العلاج؟
- تأهيل المقبلين على الزواج بتثقيفهم حول أساليب التربية الصحيحة بدل الإهتمام بالفساتين ,الذهب ,
قاعة الحفلة ,جمال العروس و جيب العريس فقط.
- عدم ترهيب الأطفال في البيت. يجب إعطائهم الإحساس بالطمأنينة و تشجيع ثقافة الحوار ليتكلموا إذا تنمر عليهم أحد .
لأنه الكثير منهم يصمت و يخاف من ردة فعل والديه.
- يجب على الأب و الأم أن يهتموا بتربية أبنائهم تربية سوية حتى لا يفكروا في التنمر على غيرهم,
بدل ضياع الوقت في مسك الهواتف و الطلعات shopping و جلسات النميمة... إلخ إلخ إلخ....
- برامج تربوية تحسيسية في المدارس حول الموضوع.
- و عقوبات صارمة للمتنمرين و أولياء أمورهم تصل لغرامات مالية كبيرة.
- فتح مراكز للصحة النفسية بثمن رمزي للناس المتضررة.
الموضوع في عمقه موضوع تربية.
شكرا على الطرح القيم