عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-20, 10:14 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:58 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أبناؤنا يُسرقون منا !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبناؤنا يُسرقون منا ! ...


من القصص التي أثرت فِـيَّ حادثة عائلةٍ تعيش في أمريكا مكونة من والدَين لبنانيين مسلمَين لديهما بنتان وولد..رزق الوالدان طفلا جديدا ظهرت عليه أعراض غير عادية، أخذته أمه إلى المستشفى فظن الأطباء من الأعراض أنها تضربه، فبلغوا الشرطة، والتي قامت على الفور بالتوجه إلى البيت وانتزاع الأولاد من جدتهم، وأعطوا الأولاد لعائلة أمريكية إيفانجيلية نصرانية متعصبة، والتي قامت بتغيير أسماء الأولاد ونشَّأتهم على النصرانية...حاول الوالدان شتى المحاولات لاسترداد أولادهما ولم يستطيعا.

توفي الطفل الجديد، واحتفظ المستشفى بخلايا منه، وبعد فترةٍ تبين بفحص جيني جديد أن أعراضه لم تكن ناتجة عن ضرب وإنما عن مرض جيني! فقضت المحكمة ببراءة الوالدَين من تهمة إساءة معاملة الأطفال.
أتذكر مشهد الأم المسكينة وهي تخرج من المحكمة تبكي من الفرح وتقول: سيعلم أولادي الآن أني بريئة!

لكن المفاجأة...بعد كم ظهرت "براءتها"؟

بعد سبعة عشر عاماً!! نعم، بعد سبعة عشر عاماً...كان الأولاد الثلاثة فيها قد تفرقوا في ولايات مختلفة وعاشوا حياة الأمريكان تماما، لا يؤمنون فيها بدين والدَيهم.

أجروا مقابلة مع البنت التي كانت تبلغ آنذاك حوالي التاسعة عشرة، وسألوها: (ما رأيك بصدور الحكم ببراءة والدتك؟) فقالت: (هذه المرأة –تقصد والدتها!- لا يربطني بها أي شيء الآن...أنا نشأت مع هذه العائلة وأعتبرهما كوالدَي، قد أهتم في المستقبل بهذه المرأة...أما الآن، فلست مهتمة)!!!

حرمان الوالدين من أبنائهما لشبهة سوء المعاملة واحد من أشكال التقنين الأحمق الظالم في الأنظمة الوضعية التي لا تخضع لشرع الله عز وجل!
لا أظن عقوبة أشد من هذه! قد يكون قتل الأولاد أهون! أما أن يُسرق أولادك منك ويوضعوا عند من يُنشئهم على الشرك وعلى تكذيب نبيك وإنكار القرآن...وبقوة القانون! وأنت ترى ذلك ولا تستطيع منعه! أولادك، فلذات كبدك!! شعور صعب للغاية..اللهم عافنا وعافِ المسلمين جميعاً.
مثل هذا الحادث حصل في حالات محدودة مع المسلمين الغرب، لكن الآن إخواني أصبح يحدث بكثرة، وبكثرة جدا، وفي بلادنا، وداخل بيوتنا! كيف؟

قبل أيام جلست مع تربوي في إحدى المدارس...قاللي: مر علي في مجال التربية ثماني سنوات، ما رأيت انحداراً في أخلاق الطلاب والطالبات مثل السنة الماضية! ووجدت أن الشكوى عامة، وليست في مدرستي فقط..فالآباء يُعطون أبناءهم الموبايلات، التابس، الآيبادس...ولا يوجهونهم، ثم لا يراقبون نشاط أولادهم على هذه الأجهزة...فأصبحت هذه الأجهزة تقوم بغسل أدمغة أبنائنا وتربيتهم كما يشاء أصحاب قنوات اليوتيوب المنتشرة: على المجون، والسخرية، والتفاهة، والتنكر للدين والقيم. والآباء والأمهات...مشغولون!

صورة لا تختلف كثيرا عما حصل مع العائلة اللبنانية، فأبناؤنا يُسرقون، تُطمس هويتهم الإسلامية، تُلوَّث فطرتهم، ويُغذَّون بأفكار وأخلاق وعقائد منافرة لإسلامنا !
أيها الآباء، أيتها الأمهات...خذوها مني: إما أن تتحملوا مسؤولية التربية والتوجيه والرقابة والتحبب إلى أبنائكم وتخصصوا لذلك جزءا رئيسا من أوقاتكم وجهودكم، وإلا فلا تنجبوا !
د. إياد القنيبي.

دمتم بعافية