عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-20, 10:24 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:19 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كل شقاء في رضاك نعيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما كل ربة منزل ..نهضت صبحا إلى واجباتها المنزلية بهمة ونشاط ..وحين شرعت بالبدء تمتمت بجملة طرقت سمعي :

"سمعا وطاعة يا حبيبي"

بهتتني المفاجأة إذ لا أحد سوانا بالمكان فتكلمه.

فأقلبت عليها سائل: من حبيبك الذي تؤدين له حق الطاعة؟ أجابتني بثقة محب :" حبيبي وسيدي رسول الله" فراعني ردها وأدخلني في غيهب من صمت الدهشة والاستغراب ..فأي عبادة وأي إنجاز تستحضرين معاني الحب فيه؟!.فما كان منها إلا أن عاجلتني موضحة:

-أليس هو من أمرنا بتنظيف أفنيتنا وتطهيرها فلا نتشبه باليهود؟
-أليس هو القائل كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؟
- بلى ..بلى

- إذن أنا أنفذ وصية سيدي وحبيبي وأقوم بواجبي الذي كلفني به الله واناط مسؤوليته في عنقي.

ابتسمت كابله تلقى صفعة قوية وأومأت بالفهم .. ورحت أرقبها وهي تمضي في عملها بجد ومتعة.. حتى إذا أدركها التعب ..

وكادت المشقة أن تنال منها.. من استخدام وسائل بدائية فرضتها صعوبة الحياة ..وقفت هينهة كمن يستحضر قلبه ليجدد نية العبادة .. ثم تتنهد وتقول :

" حبا وكرامة ياسيدي"..

لتفيء مجددا إلى عملها وقد شحذت قوتها واستجمعت أشتات همتها..حتى إذا انتهت أسلمت نفسها إلى فنجان قهوتها وجعلت تستلذ بارتشافه وهي تتأمل بنشوة جمال بيتها ..

وكأنها تحصد ثمار إنجازها رضية النفس بهية الروح..وكل جارحة منها لسان يقول:كل شقاء في رضاك نعيم علمت عندها كيف تنقلب الأعباء الشاقة إلى متعة ..وتذوقت معها كيف تتحول الاعمال الاعتيادية إلى عبادة وطاعة.وأدركت أنّ الأعمال وإن توحدت في صورها وأشكالها فهي تتفاضل حين صعودها للسماء بما تضمنته القلوب.فأرسو على يقين لا يخامره شك:

أن التدين أساس الرقي النفسي والسلوكي الأوحد ..ولكن لمن وعى قلبه معناه وجوهره .

مما راق لي

دمتم بخير