الموضوع: طلقة في الفراغ
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-20, 03:24 PM   #1
EVE

الصورة الرمزية EVE

آخر زيارة »  يوم أمس (09:27 PM)
المكان »  عام 2009
الهوايه »  هواياتي كثيرة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي طلقة في الفراغ



كان لابد من أن أرخي إصبعي عن زناد البوح

ألا أكتب

حتى تذهب رعشة السحر الأولى

و ينتظم النبض في الحرف

و يتزن الحديث على السطر


/////




الآن

لا حاجة لكَ بي

و كل احتياجي لك مؤجل لما قبل الأمس بأعوام

لقد أطفأت أربع شمعات

من عمر الغياب ،، و بلغتَ عامك الأربعين بسلام دون أن يقتلك الحب

حمداً لله إذ نجوت أيها الغريب !

قد أُشيع أنني متّ

و أنك قطفت زهوراً من طريق الأمس و كفنتني بها

حيث أنه قيل أن جثتي وجدوها مخبأة في صدرك !

أظن أن الأمنية القديمة التي أفصحت لك بها تحققت

حين اشتهيت الموت على صدركَ

المفارقة هنا أنك قتلتني كي تحقق إحدى رغباتي المجنونة

و ما استطعت أن تتخلص من جثتي ، لأنك متورط بمشاعرك و لا يمكن أن تخفي آثاري

بصماتي - للأسف - طالت كيانك كله ، إلا جسدك الذي لم تلمسه أصابعي المحترقة


أو تدري - بالعودة إلى السطر الثالث عشر من هذا النص - داهمني مشهد من الذاكرة

عندما كنت تتأبط ذراعي كإعلان مباشر بأني مُلكاً لكَ

و نحن نمشي - اعتقدت حينها أني كنتُ أطير !! - و فمك و عينيك و يديك ترسم لي شكل الحياة معي

أذكر أنك قطفتَ زهوراً !!

أيعقل أنك أضمرت النية لتكفنني بها ؟!

رغم كل عواطفك الفياضة ،، إلا أنني لم أتلقى منكَ زهرة قط !

لا بأس

كانت كل الأيام عيداً للحب ،، و الأحمر لم يشارك في جريمتنا إلا عندما أسرفتَ بالغزل

فاحمرّت وجنتاي !

حتى قلم الشفاه ،، لم يكن أحمراً قط !

حتى بعد أن جرحتَني بالغياب ، و كسرت قلبي نزف بالبكاء بماء عيني المالح

هلّا ألقيتَ نظرة على جثتي ، نظرة أخيرة أيها المغرور بصبرِه

هل تعرّفتَ على ملامحي !

لا أخفيك أني ما عرفت نفسي قبلك و لا بعدكَ

و ما حدث أنك عثرتَ عليّ

و ما أعدتَني - بعدَها - إلى سيرتي الأولى

فتحيّرتُ كطفل تائه في الفراغ و ذويه لا يملكون خارطة اليقين بأنه كان موجوداً

عيني

انكفأت على صورة بعينها

صارت أشبه بالخلفية التي تبطن أجفاني

ممتع أن تغمض عينيك فترى صورة تحبها

و رغم أني أحفظ مئات الصور

إلا أنها تتشابه في تلك النظرة التي كانت تفصح عنك - يا قليل الكلام -

و همهماتي التي لا تلقى صدى لمنصت أو شاعر

يدرك أن المعنى يزول إذا فُسِّرت بردّ صريح

رغبة أخيرة

ارتدي معطفكَ الأسود ،، حتى لا أشعر بالبرد أكثر

فهذا الموت جمّدني حدّ اليأس من أن أشعل شمعة أخرى ،

19-2-2020
3.24 pm


 


رد مع اقتباس