عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-20, 09:35 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:54 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نقطة فاصلة في وصف الأبرار !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


{ لا نريد منكم جزاء ولا شكورا }!

ليس هذا إخلاصا فقط ؛ بل هو إخلاص بلغ الغاية !

ويالله ماأندر هذا وماأعزه !!

إن أكثر مايشغل الإنسان هو 《 الثناء 》؛ فأعلى محبوباته أن يكون مرضيا عنه ، وهذه حاجة من حاجاته لا تنكر؛ لكنها كسائر الحاجات يطلب منه أن يوحد الله بها ، وقد علم القاصي والداني أن من أصعب معالجات القلب ومجاهدات التوحيد هو مدافعة طلب الثناء، ولهذا أعانه ربه فأخبره بذاك الخبر الذي لو توقف عنده، وفتح له قلبه؛ لسهل عليه وعورة هذا الأمر ،ولحل برده محل حرارة جهاده فيه :

{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا }


هو بجلاله سبحانه يثني عليكم !!

وملائكته بأمر منه تثني عليكم !

هذا الثناء فاطلبوا ...وليس غيره !

لمثل هذا يسعى لا لغيره !

إن وراء هذا لمطلب نفيس عزيز :

《 خروج من الظلمات إلى النور 》!

أي ظلمة أعظم من أن تنزل نفسك الكريمة من السعي العلي لأجل ثناء الله إلى السعي الدني لأجل ثناء الناس ؟!

بأي نور فرطت ؟!

يكفيك القليل من السعي مع هذا النور ، ويضنيك الكثير من السعي المغموس بذل اللهث وراء ثناء الخلق واستجداء رضاهم !

وعى الأبرار هذا - وحق لهم أن يعوه - فجاهدوا أنفسهم ،حتى وصلوا إلى أعلى المقامات فيه؛ حيث لم يكتفوا بعدم طلب ثناء أهل الأرض ؛ بل أصبحوا في نور من رؤية حقائق الغيب؛ حتى ليؤذيهم مجرد وجود الثناء ،وذلك لعلمهم أن ثناء الناس إن حل في قلوبهم؛ فسيحل محل ثناء الله ، ولاشيء أغلى على قلوبهم من ثناء الله ، ولهذا أطلقوها صريحة بلسان الحال أو المقال :

{ لانريد منكم جزاء ولاشكورا } !

برت القلوب فبرت الجوارح :قولا وعملا !

أ. اناهيد السميري