عرض مشاركة واحدة
قديم 02-29-20, 08:45 PM   #150
بوسيدون

الصورة الرمزية بوسيدون

آخر زيارة »  11-16-21 (12:01 AM)
المكان »  أمطارٌ فارغة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






لقد عدّت ..
عدتُ ياسلمى وكأنني لم أقسم يوماً على أنني لن أعود ،
أخلفت بوعدي ،
وعدي بالرحيل عنك إلى الأبد !
أتدرين ،
إن القلب دائماً له رأي مختلف ،
إنه أشبه بالجاذبيه التي تعاند حلم الندى في الاستقرار على ورقة الشجرة ..
بل إنه أشبه بحلم طفلٍ اعتقد أنه قطع وعداً لنفسه بحلمه أن يكون عاشقاً شاعراً ثرياً ملكاً ربما ، ثم تصدمه الحياة بأن يكون لاشيء عندما يكبر ..
كنت ولازلت احاول ترميم قلبي وفي كل مرة أوشك فيها على النهاية يتساقط كالبلور من جديد !
إن قلبي الزجاجي يجرح نفسه بتكسّره كل مرة لينزف أحلامه الوردية والحمراء والبيضاء ، بل كل حلم ذا لون .
أما الآن فهو بقايا زجاجٍ اسود متهشم ..
وها أنا ذا ،
أعود من معاركي مع الشوق والضمير والحب والعقل والكلمات ، مهزوماً منهكاً آوي إلى نهديكِ كطفلٍ ،
وإلى عينيكِ التي تحول عشقي فيها إلى عبادة ،
وإلى خصركِ الذي يستلّ من بين الكلمات ليحشرها في عين الصمت والفقد والاكتئاب ..
وإلى حضنكِ الدافئ الذي غيّر عقائدي عن الجمال والأمومة والرغبة والحب والحياة والجنة حتى ..
وإلى قلبكِ المستبد الذي عشقته كمتديّن يسهر ليله في مناجاة ربّه ..
صدّقي كل وعودي لكِ ياسلمى عدا وعدي لكِ بالرحيل ،
فكيف للضوء أن يغادر باعثه دون أن ينطفئ ؟
إني وإياك كالفراشةِ والنار ..
ولا أدري حقاً من منا الفراشة ،
ومن منا النار ؟


 
مواضيع : بوسيدون



رد مع اقتباس