على قارعة الليل
أجلسُ مع بريق مدينتي
والغضب يبرد مع الناي
إلى روحِ الموسيقى
وشواهد النجوم
تخذلني العبارات
والهواجس المختبأة خلف الجدران
وأعرف نفسي أمام نفسي
فأنا مازلت أنا
ومازلت حديقة الصنوبر
تمسك شموخها على رأس الهاوية
مازال في جسدي بعد
بضع خطوات ...وزفرة
فحين يذوب لحم الشوق عن قلبي
اتوضأ بحمى الكتابة
مازلت انمو..
مع الناي
مع الموسيقى المتفتحة
على سطح القمر
فهي تشدني
تغرقني
ترغمني حتى الاعماق
والحملان تتحرك في السماء
يشربني التأمل حتى النسيان
ويطرب الليل على جواد الورق
سيدة القمر
دعيني اقبلك هذا المساء
قبل ان يموت البكاء
وقبل أن يولد الفجر
إلى من لم يعرفني
أنا ناي
فقد قوامه المادية
وحضانتي
تستمر حتى البلوغ
وحتى تتكرر سنونوات الايقاع
الهمس طريقتي
والحب طريقتي
والخشوع مذهب شجاع
العدول عن جرئتي مسئلة معقده
والنوم.. والتطرق إلى النسيان جنحة غبية
فلنعد إلى الحماقة
وانهاء الاتزان
مازلت احب الهرولة على كلماتي
واشعال النار على اسوار الحبر
الشوق طريقتي
والصمت طريقتي
لكن الانهزام لن يكون سكرتي
يوماً ما سأغيب عن حكايتي
فذكريني مع عزف الناي
فهو ينقش الدفئ في وطني
فحين تصطف ارواحنا ذات خريف
سأجدكِ على كفي تزرعين السلوى
اتكفينا الدموع حين تبعثرنا الدنيا
وحين تجذف الجذور خلف الايقاع
الحزن قضيتي
والسعادة قضيتي
والنهاية ..... رسالة مئوية
فأنصتي لصوت الناي في قلبي