عاشقة هي ..

تُطل وكأنما لم يحدث شيء
تحوم بحديث جناحيها الصافيان
بختلال
بختلاف اللفظ
على العشب المبلل بالدمع

عاشقة هي..

ولم تكن صدفه
لم تكن لحظه
لم تكن لتعرف
لم تكن لترى قلبها
وتراً يرتجف داخلها


عاشقةٌ هي..

داخل الكمين
داخل غرفةٍ مصنوعةٌ من الياسمين
وأطراف الحديث
تسرع
تسرف
تروح وتجيء
عطشاً دون ماء


عاشقةٌ هي ..

حين تقطر من السماء فراشاً
عطراً
مطراً
لتكبر حديقة الكلمات


عاشقةٌ هي ..

حين تلقي برأسها الصغير بحضن الحنين
تتكلم
تتعجب
تتطفل
تتلكأ بخدود الخجل

عاشقةٌ هي ..

داخل النفق الطويل من المرايآ
تحتار
تهتاج
تشتاق
تهدأ خلسه
وتغتاض خلسه
فتحرق الجرح
داخل الزنزانة


عاشقةٌ هي..


حين تجسد عشقها
حين تلبس ثوبها
فترقص جدائها
تتلون شفاها
كالفرولة البرية
كالخرافة
كالأساطير
فيتيه الندى حين يسقط من عين الورق الاخضر
ويذوب الثلج فوق صهوة الماء فينكشف صدر البحر


عاشقةٌ هي ..

بأكمامها السوداء
تختفي وتظهر
وكأنما النقيد يحتل النقيد
فيستفيق وجه القمر صعوداً
تنفرد كالحور في عرشها
ترثُ أنفة الريح
رصانة الرخام
وروح الأرض


عاشقةٌ هي ..

اقدامها تذمى فوق مصب الماء
تفتش عن نفسها
بين سفوح الجبال والوديان
بين الخيول الشاردة دون موعد
بين باعة الحصار
بين اصقاع المآسي

فإلى أين هي ذاهبةٌ؟
إلى أين؟



إذا ما انتهى الحديث
وشب الحريق دون نهاية


لتبقى... عاشقه