مرت من هنا

من هذه النقطة

مرت أمرأةٌ عربيه

فجرحتني يوماً بالغزل

وحاصرتني أنفاسها

حاصرتني بحركاتها

بهوائها الساخن

ومضى عام وراء عام

وتكررت الحكاية

ومازلتُ سيدة الذكرى أحتفظ بسريركِ الجوري في قلبي

ومازال الغزل يلتصق بمحبرتي منذ تلك الذاكرة

مرت من هنا أمرأةٌ عربية



استعرتُ من عينيها قمراً

ومن كحلها ليلةً

ومن وجهها غزالةً تتأمل قطف الثلج من جبال الألب

وقبلت خالها النجمي

وجلستُ في شعرها الداكن اتعلم هبوب الريح

وطيور الحجل تفر من بيننا

على دروب الهوى

تأنبني وردة حمراء نبتت في شفتيها

تنتحل السفر في جسدي

أول أغنية تفننت في زراعتها

سفكتها بدماء العسل القديم

لا تخافي يابنت قلبي

فلن تندلع الحروف فوق صمتي

وجروح شوقي تخفق في قلبي

وفي حلم افلاطون والمتنبي

فأنا اليوم أنوي الموت البطيء في حديقتكِ

كسهرة أمضت حرارتها في الندى والجمر

دعينِ أضمر على بساطكِ الاخضر لابلل قلبي

فتحرشي بي

وتسربي ريفاً من الكلمات إلى أفكاري

أقنعيني أنِ لم أعد حجراً

أقنعيني أنِ لم أعد صخراً

هاتِ يداكِ وضعيها على مسقط رأسي


وخلِ جذوع الشتاء تتدلى إلى الارضِ

غنِ لي لتثمل تربة البساتين في قعري

أعطنِ من صدركِ آزار فراشة

لنرسم العشق حين يخرج مع الربيع

صححي أتجاه الطائر ليعبر أوجاعه عبر الصدى

وأجلسي أمام مرآة السماء

سرحي الريح والغيم الشفاف


لنتكأ على كفي البحر نكرر أغنية الموج

وفراسخ نظراتك تعبر خلالي

تلعب مثل الملائكة الصفار

كل شيء يدور بيننا كضوءٍ خفي

نحتسي مشاعرنا بتلك الرطوبة البحرية

ونسيم المغيب يفترش حركاته الخجولة

ينفخ بصدره المتعب بعد السباحة الطويلة

ناولني من جوف قلبكِ نرجسةً اللآزورد البراقة

لاتلو صلاة الشكر ليد الرسام البديع


دعينِ أقتبس لون المغيب المارِ من عيناكِ إلى جسدي

اسمعي رعشة اسراب الطيور بقلبي


يابنة زهر اللوز وفلسفة الطبيعة الحره

حبكِ يسري من قبلتكِ إلى عرق دمي

كملاك يمشي على الماء

ينثر أكاليل الياسمين على كل حبة رمل من وطني


ولكني!!


ولكني!!

أعتذر من قلبي!!


هذه المرة..


وسوف أرضى


سوف أرضى بحظي


سوف أرضى بأن أغازلكِ فقط هذه المرة


بعد موتكِ من قاموس حياتي