الموضوع: المِتأسْلِمَه
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-20, 09:40 AM   #29
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (08:19 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



طيب

العولمة هذه وظفها شاعرنا هنا ،،، وأنا لا تتصور فرحتي بتحويل وتوظيف الألفاظ العلمية والعسكرية والسياسية لمعنى أدبي ،،، هنا أنت أبدعت بشدة ،،، لنعود للعولمة ومن ينادي بها ،،،


سمى شاعرنا المنادي بالعولمة " كالغراب الناعق " الغراب لا نتصوره يغرد كالكروان مثلا ،،، لذا صوته لا يغريك كلحن بل هو نشاز ،،، وهنا أبدعت في توظيف الغراب بالذات ،،، لماذا ؟؟؟ لصوته كما اسلفت ،،، والشيء الثاني والأهم لأن المخيال العربي ربط صورة الغراب بالشؤم دوم ،،، ولو بحثنا عن جذور هذا الشؤم لم نستغرب ،،، لأن القرآن لما آتى على ذكر الغراب ربطه بكيفية التخلص من جثة القاتل للمقتول في قصة قابيل و هابيل ،،، لذا كان هذا الربط ،،،

مثل الحمار " أجلكم الله " لأن القرآن وصفه " بأنكر الأصوات " دائما تضرب به الأمثال للتحقير لا التعزيز ،،، شأنهم شأن البومة دائما تمثل شؤم للعرب بالعامية البعض يقول لأحدهم للشؤم " القبسة " و ما إلى ذلك ،،، رغم إن البومة نفسها في ثقافة بعض الشعوب تمثل سعادة و تفاؤل ،،، نفس النعامة اللي تربط بالجبن ،،، رغم إن النعامة لا تدفن رأسها بالتراب خوفا وهذا خطأ شائع ،،، لعبت النمطية لصورة الغراب دور كبير في التحقير للصوت والشكل لهذا الطائر ،،، ابدعت ،،،


وقياسا بعدنان ولينا هنا على سبيل اللطائف والفكاهة لا غير ألا يشفع للغراب تقلد ياسمينة تلك الأميرة المسحورة في رحلتها مع سندباد بغداد ،،، لربما شفع لها في القادم من قصائدك عفوا روائعك ،،،


نعود للجد من الحديث حيث :
هذا المنادي للعولمة كذاك الغراب الذي ينعق وكأنه يتحدث بما يشين ويسئ ،،، كيف لا ؟؟؟ وهو يرسخ مفهوم الهيمنة الأمريكية بطريقة ملتوية ،،، لهذا هذا المنادي ،،، لن يستجيب له المثقف الواعي ،،، سيكون جماعته من فئة المهمشين ،،، للتحقير مثلت لهم بالنمس والرخمة ،،، النمس معروف غذائه على الثعابين ،،، ويُقال أول من جلب هذا الحيوان " أجلكم الله " للمنطقة العربية المستعمر الإنجليزي ،،،

وهنا يذكره الشاعر للتحقير من شأن التابعين للمنادي بالعولمة ،،، كما إن الرخمة : هي دارجة بالعامية وجمعها الرخوم ،،، والرخمة الذي لا خير به ولا يعتمد عليه ،،، والرخمة طائر يشبه النسر لكنه لا يصطاد إنما غذائه القاذورات ،،، والجيف لذلك كان تشبيه الشاعر جدا موفق خاصة بالرخمة ،،،


ثم
يذكر الشاعر كترابط لما مضى الاتباع والتقليد الأعمى،،، تشبيه تكالب الذباب كحشرات تحمل وتحب القذارة ومنها " المتعفنة " وهي التي تركت بحرارة معينة ورطوبة اهلت لعدم صلاحية تلك المأكولات للاستخدام البشري بتحول لونها للأخضر عادة ،،، لكن العفن يجذب الذباب ،،، والتشبيه بالذباب هنا للحط والتحقير من الشأن ،،،


لحظة توقف هنا
توقفت عند كلمة " العفن " كثيرا العفن كتاب عن للمؤلف الفيلسوف المفكر الجزائري " مالك بن نبي " كمذكرات وثورة على بعض الشخصيات ،،، كتاب ناقد من أجرئ وأبرز ما كتبه ابن نبي لا اعلم مدى اطلاعك عليه ،،، لكن الغضب والنقد هنا يمثل المعنى ذاته ،،، فإن كنت من قراء هذا الكاتب العظيم الذي يعتبر ابن خلدون العصر الحديث فأنا انتمي هنا لنفس المدرسة الفكرية ،،، رغم اختلافي في مسائل تعد على الأصابع مع فكره النابه ،،، هذه الألفاظ رغم فضاعتها ،،، لكن ذكاء التوظيف فقط هو من يجعلنا نتقبلها ،،، بدت هنا في قصيدتك جدا رائعة ،،، ابدعت ابدعت ،،،

وهناك الصورة المغايرة تماما ،،، تلك المحتشمة يجذبها الطهر والعفاف ،،، نقطة وملاحظة هنا أنا أرى تعميم العفن على كل فكر شاذ منحرف عن الإسلام ويدعي بالانتماء إليه ،،، لا أراه فقط خاص بفتاة تستغني عن زيها هي ضمن تلك الفئة ،،، نوع من الأنواع ،،، أما أن اشبه فقط الفتيات بكحلوى مكشوفة والذباب عليها لا نحن تجاوزنا هذه المرحلة ،،، التي خلقت مرحلة عدائية بين الجنسين لأبعاد وأبعاد ،،، وتعتبر من أخطاء التوظيف ،،، أما كما بدت لي من خلال القصيدة ،،، إنها لجماعة المنحرفين عموما عن الفكر القويم ، نعم مثلت قمة من الروعة ،،، هذا الفرق بين ذكاء التعميم ،،، و نكسة التخصيص ،،،